رحبت مصر والإمارات بإعلان الطرفين المتحاربين في ليبيا الاتفاق على استئناف المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار، ودعت وزارتا الخارجية المصرية والإماراتية في بيان مشترك إلى الالتزام بالعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة وعبر مسار مؤتمر برلين، مؤكدتين أن العملية السياسية هي الحل الوحيد لتحقيق السلام في ليبيا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وبعد الإنسحابات الأخيرة للجيش الوطني الليبي، من بعض المواقع الليبية، الأمر الذي فسّرته حكومة الوفاق على أنه إنتصار لها، لكن بالمفهوم العسكري، أجب الناطق باسم القوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، في مقابلة خاصة له مع وكالة “رياليست الروسية” أول أمس، على أن الانسحاب هو تكتيكي ولغايات عسكرية صرفة، ولا يعني هذا الأمر بالمطلق بأنه خسارة لصالح الفريق الخصم الآخر.
وكانت قد صرحت الحكومة التركية أن وجودها في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق قد أثمر، في إشارة إلى إنسحاب القوات الليبية من بعض المواقع، ما جعلها تعلن عن خطة التنقيب عن الغاز على الفور في البحر المتوسط، فالجميع تحددت أطماعه وتكشف أدواره، ولم يعد سرّاً ان الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية لا تريد نهاية هذا الفصل ولا تريد نهاية للحرب، فكان لابد من تحريك العملية السياسية في محاولة جادة لقطع الطريق عليهم، وعادت لتنشط الدبلوماسية الروسية لإيجاد صيغ تفاهمات تستطيع من خلال جمع الفريقين على طاولة حوار واحدة بغية الوصول إلى حل سياسي ينهي العمل العسكري المتصاعد دون إكتراث للجائحة العالمية.
هذا الأمر ينطبق على الدولتين المصرية والإماراتية الداعمتين للمشير خليفة حفتر، واللتان تسعيان لمساعدة من أجل الحل السياسي، بالتعاون مع روسيا، وهذا ما يبين عن البدء بعد أن تم الإعلان عن وصول نائب رئيس حركة الوفاق الليبية “أحمد معيتيق” إلى العاصمة الروسية – موسكو لإجراء محادثات بخصوص الحل السياسي، والذي من المتوقع أن تعترض حكومة الوفاق لبنود كثيرة منه بتحريض من ربيبتها تركيا والأخيرة بإملاءات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، لإفشال المسعى الروسي ومعه مصر والإمارات العربية.
وكان قد ذكر اللواء المسماري لـ “رياليست“، أن الشعب الليبي والقوات الليبية ترحب بالحل السياسي وكانت ساعية له في عدة مناسبات، إلا أن قوات المشير حفتر والتي تستمد شرعيتها من الشعب الليبي في غالبيته، ترفض ان يكون للإخوان المسلمين أي دور في أي عملية سياسية، فهم مكون مرفوض بشكل قاطع، وهذا ما ستتمسك به حكومة الوفاق التي أثبتت تأييدها للحركات الجهادية بالتعاون مع تركيا.
من هنا، إن العملية السياسة التي تطالب بها مصر والإمارات وروسيا لن تبصر النور، فمن جهة لا تريد الولايات المتحدة أن تعلي شأن روسيا في ليبيا كما في الحالة السورية، ولن تقبل بأن يكون لها الدور الرائد، بل تسعى بشتى الوسائل لإخراجها من المشهد الليبي على وجه الخصوص، ومن الشمال الأفريقي عموماً، فستبقى محاولة مصر والإمارات داعمة في الشكل الظاهري لروسيا، لإنهاء الصراع الدائر في ليبيا، لكن الأكيد، أن سبب إفشال هذا المسعى بالمقام الأول هو “مصلحة تركية – أمريكية”، لكن لقطع الشك باليقين، الإنتظار سيبين الحقائق وما ستفضي إليه زيارة نائب رئيس حكومة الوفاق الليبية إلى موسكو.
فريق عمل “رياليست”.