قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القوات التركية ستبقى في سوريا إلى أن يتمكن شعبها من العيش في حرية وسلام، وقال “هم الآن يجرون انتخابات.. ما يسمى بانتخابات” مشيرا إلى انتخابات برلمانية جرت يوم الأحد بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وأضاف في كلمة ألقاها في أنقرة “إلى أن ينعم الشعب السوري بالحرية والسلام والأمان، سنبقى في هذا البلد”. طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
خاضت سوريا الانتخابات التشريعية ومارست الإستحقاق الدستوري، رغم كل الظروف التي تعتريها، خاصة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تركيا هي من بين العوامل الرئيسية في بلوغ سوريا هذا الوضع المتردي، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي لضرب إقتصادات الدول، ورغم ذلك نجحت الانتخابات مع وضع تدابير صارمة فيما يخص فيروس “كورونا”، ففي يوم الانتخابات تم إغتيال ضابط سوري في درعا، وثاني يوم الانتخابات، حدث عدوان إسرائيلي على جنوب دمشق، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن هذه التجربة كانت ناجحة حتى لو أراد الغرب إظهارها بأنها لم تحقق المرجو منها.
فلقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً قالت فيه “إن الانتخابات التشريعية غير نزيهة”، أما التحقيق الذي لم ينتهِ حول ما قام به الرئيس ترامب للوصول إلى سدة الرئاسة هو أمر نزيه جداً، وقتل جورج فلويد “الأسود” في عنصرية واضحة، “قمة النزاهة”، ليكتمل المشهد مع الرئيس أردوغان، الذي قال وبسخرية “ما يسمى انتخابات”، والجميع يعلم في انتخابات البلديات التركية وما قام به حزب العدالة والتنمية من أجل التصويت آنذاك.
أيضاً، أن يهزأ أردوغان بالإنتخابات السورية، يجعلنا نتوقف عند نزاهة الحكومة التركية من سجناء الرأي والصحافة والضباط وكتم الأفواه، والسجون التركية تعج بهم، خاصة بعد إنقلال العام 2015، ما يعني أن بقاء أردوغان في السلطة ليس لأن شعبه يريده رئيساً له، بل هو منفذ الأجندات الدولية لحلفائه، ومع ذلك يعتقد أن وجوده كشخصية “الفاتح” هي بسبب إنجازاته، إنما الحقيقة أنه خلق له من الأعداء الكثير.
النقطة الأهم، أن الشعب السوري وحتى المعارض منه، لم يوجه لتركيا ورئيسها دعوة للدخول إلى سوريا، بل إن من يسميهم الشعب السوري، هم من عائلات الإرهابيين الموالين له، وبعضهم ممن يسكنون في مناطق سيطرة الإرهابيين فيضطرون إلى موالاته، خوفاً من بطش وكلائه، فلو كانت ورقة الشعب السوري ناجحة، لكان المحور المعادي لسوريا في لبنان أي فريق 14 آذار، إستطاع إيقاف الزحف البشري في الانتخابات الرئاسية السابقة، وهنا حكماً لا سيطرة للدولة السورية عليهم حتى يقال إنها أجبرتهم على الإنتخاب.
هذا الأمر حقيقةً يضع المتابع أمام سيناريو واحد لا ثاني له، أن ما أدلى به أردوغان، هو رسالة مفادها أن لا إنسحاب من سوريا إلا بشروط، وشروطه معروفة ولن تتحقق، فلقد أوصل الرسالة إلى روسيا بدعمه لأذربيجان، وها هو يمرر أخرى بهذا التصريح.
من هنا، قال وزير الخارجية والمغتربين السوري، وليد المعلم ودائماً ما يكرر ذلك ومع اغلب المسؤولين السوريين، بأن سوريا لن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها، وعلى كل محتل أجنبي أن يخرج من سوريا، وهذا المحتل لا يحتاج لتوضيح، المقصود تركيا والولايات المتحدة، فضعف سوريا اليوم ليس عيباً فيها، بل إن إخوة نبي الله يوسف عليه السلام، قد غدروا به، فكيف بسوريا وقد غدر بها أغلب من كانت تعتقد أنهم حلفاء، تركيا نموذجاَ.
فريق عمل “رياليست”.