دمشق – (رياليست عربي): أولى الأصوات التي طالبت بنقل الحوار من جنيف الى دمشق كان أحد أبواق منصة موسكو ومنصة موسكو هي دلالة على المكان ولا علاقة سياسية لموسكو وروسيا كدولة بها، لكنها لعبة منسقة مع جهات أمريكية لإظهار أولئك الأشخاص مدعومين من موسكو أمام الرأي العام مع أن الحقيقة أنها لعبة صهيونية حيث بدأت القصة بلقاء مع السفير فورد وتحقق الشرط الغربي لدخول جوقة المسؤولين السابقين المعادين لحكومتهم.
وحصل التلاقي مع مشروع برنار هنري ليفي وبخطة معدّلة عن نموذج رياض حجاب ورياض نعسان آغا وأسعد مصطفى وسواهم من الخونة، بحيث يكون المقر ليس قطر أو الإمارات أو السعودية بل موسكو هذه المرة.
وبما أن المشروع الرئيسي هذا هو، وليس مشروع الإخوان ومن تورط معهم سواء في تركيا أو في قيادة حركة حماس، فهؤلاء ابتلعوا الطعم الأمريكي فقط بينما المشروع الصهيوني يحتاج قادة بلبوسات ثلاث:
أولاً، ليبرالي مع نكهة اسلامية
ثانياً، يساري علماني
ثالثاً، أقليات مذهبية وقومي
وذلك لضمان: أولاً،مشروع التقسيم لتفكيك سوريا.
ثانياً، استمرار الإخوان المسلمين لاستمرار استخدامهم في الإرهاب وتصنيع الإسلاموفوبيا في العالم.
ثالثاً، قطع علاقة سوريا بالمقاومة وعزل فصائلها في قطاع غزة وفي لبنان .
وقد يفسر ما سبق سبب اهتمام الاعلام الموجه صهيونياً بتلميع شخصيات محسوبة على منصتي القاهرة وموسكو بشكل كبير رغم عدم فعاليتها في أي شيء إلا قابلية الاستخدام في المشروع الصهيوني التقسيمي .
أما في معادلة (قسد)، فالمعروف أن هناك علاقات أمنية تاريخية بين حزب العمال الكردستاني – BBK، وأنظمة المنطقة ومنظوماتها الأمنية وخصوصية وضع الحدود المشتركة والاتصال الديموغرافي، فرضت كثير من المعادلات لحماية الأمن القومي للدول لذلك تمتع كثير من تلك القيادات بعلاقات كانت فيها سوريا معطاءة لدرجة كبيرة كما حدث مع القيادي عبد الله أوجلان، لكن شدة الضغوطات التركية الطاحنة عليهم جعلت، سورية ملاذاً كبيراً لقيادات جبال قنديل، وتباعاً شكلوا الـ byd وبسبب احترام سوريا لظرف اضطهاد قياداتهم في تركيا تركتهم يعملون ضمن حدود التزامهم ورغم خلافاتهم الكبيرة مع أحزاب كردية قديمة موجودة في سوريا، ورغم نهجهم المسلح بقيت الأمور تحت السيطرة حتى استغلوا الظرف في عام 2011 وتمددوا بحجة محاربة الإرهاب وقدموا أنفسهم بطرق متعددة لمشروع تقوده الصهيونية واجهته فرنسا وعمقه في تل أبيب.
ولذلك فمن الطبيعي أن مجموعة شخصيات ذات علاقات أمنية بحكم عملها في تنظيمات مسلحة أن تكون على اتصال بقيادات أمنية وهذا هو المستوى الممكن لتيارات مسلحة غير شرعية.
أما بعد استغلالهم ظرف الأحد عشر عاماً التي حاربت سوريا فيها العالم لينقلوا الحوار إلى منطقة سياسية مع تصريحات في الداخل والخارج لجهة دفع الأمور لتصويرها على أنها حوار سوري – سوري يراد أن يكون في دمشق كنوع من دس السم للدولة السورية، فحوار جنيف كان تحت مظلة الأمم المتحدة والجمهورية العربية السورية لم تنجر لتكون طرف يمنحه الشرعية بأي حال من الاحوال لذلك، تريد الخديعة الصهيونية أن تسمي حواراً في دمشق ليكون حكماً بغطاء شرعي من الدولة السورية عبر إقناعها بطاولة مستديرة في دمشق يجلس حولها أذناب الصهيونية تحت مسميات موسكو والقاهرة وسواهم سواء كانوا في الداخل أو الخارج .
علينا أن نكون واضحين لقد اكتشفت تركيا على الأقل أن إدلب ستكون عبئاً عليها في القادم كمنطقة ميتة جغرافياً مكتظة سكانياً يضاف لها الإرهاب المصنع دولياً، وشرق الفرات بدأت الدول الخليجية التي انخرطت في الأمر تكتشف العبئ القادم منها خاصة وأن النفط سيكون إما لسوريا أو ستمنع المقاومة الشعبية استخراجه.
وبالتالي سواء تصريحات بوق موسكو أو ألدار خليل أو من يشد على يدهم فهي ل اتغير بنية العلاقة التي تشكلت في معادلة حماية سوريا لقياداتهم من الاضطهاد التركي ولكن أن يتحولوا إلى وكلاء لتقسيم سوريا عبر شرعنة وجودهم بحوار سياسي في دمشق فذلك ضرب من ضروب خيالهم وخيال برنار هنري ليفي وشمعون بيريز قبل أن يموت.
خاص وكالة رياليست – ميس الكريدي – كاتبة وإعلامية – عضو اللجنة الدستورية المصغرة – سوريا.