القدس – (رياليست عربي): منذ إعلان قمة الاتحاد الإفريقي، مساء الأحد الماضي، تجميد قرار منح إسرائيل صفة مراقب، دخلت القارة في دوامة متناقضات بين مؤيد ومبارك للقرار، وبين رافض لتأجيل الخطوة معتبراً أن السوادالأعظم من دول القارة السمراء مع تواجد تل أبيب في المنظومة الإفريقية بهدف تعزيز التعاون مع 44 دولة مرحبة بهذه العضوية.
الجلسة العاصفة للاتحاد، شهدت تصفية حسابات بين الجزائر والمغرب، في هذا الملف، لكن الأولى قادة جبهة الرفض، بينما أعلنت الأخيرة عن تأييده القرار، على خلفية اتفاقية التطبيع ضمن اتفاقات أبراهام بين تل أبيب والرباط.
وفي كلمته أوضح رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، ثلاثة أسباب اتخاذ قراره بمنح إسرائيل صفة العضو المراقب.
السبب الأول، الذي ذكره يتعلّق بأن 44 دولة إفريقية من أصل 55 منضوية تحت لواء الاتحاد الإفريقي تعترف بإسرائيل، منح هذه الأخيرة صفة مراقب من شأنه أن يعزز هذه العلاقات، ومن غير المعقول تغليب مصالح 11 دولة على الأغلبية الساحقة.
السبب الثاني من وجهة نظره، يتمثل في تلقيه طلبات كثيرة من دول إفريقيا تطالب وتدعم منح إسرائيل صفة العضو المراقب في الاتحاد الإفريقي.
السبب الثالث والأخير، يرتبط وفق قول فكي، بإيمان الاتحاد الإفريقي بحل الدولتين لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والاسرائليين، وبما أن الاتحاد منح دولة فلسطين صفة مراقب، فيتعين عليه قبول منح الصفة ذاتها لإسرائيل.
وتساءل فكي عن سبب اعتراض بعض الدول قبول تواجد إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد، مع أن أعلام إسرائيل ترفرف في عواصمها وتقيم علاقات دبلوماسية طبيعية معها.
من جهته قال أستاذ العلوم السياسية المصري والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، كان قرار سحب الاتحاد الإفريقي صفة المراقب من إسرائيل، لتجنّب تصويت قد يحدث شرخاً غير مسبوق في الاتحاد والذي يضم 55 عضواً، ويهدد بانقسامات غير مسبوقة بين دول القارة، على اعتبار أن منح صفة مراقب لإسرائيل في الاتحاد الإفريقي كان “خطأ مزدوج”.
وبحسب فهمي الخطأ الأول، هو منح صفة مراقب لإسرائيل، دون إجراء مشاورات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، أما الخطأ الثاني هو ملاحظة أن هناك انقساماً بين الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بشأن هذه المسألة وتركها من دون تصحيح.
كاشفاً أن وراء النجاح الذي تم في إثيوبيا – مقر الاتحاد- التحركات المصرية والجزائرية، موجهاً التحية للدبلوماسية المصرية العظيمة، والتي لا تزال كلمتها مسموعة في أفريقيا بالرغم من نجاح إسرائيل في اختراق الجدار الإفريقي بعلاقاتها مع دول القارة على مدار العقود الماضية.
ورغم احتفاء المواطن العربي تحديداً بطريقة نشر الخبر في وسائل الإعلام، إلا أن الحقيقة في الموقف هو خلاف لم يسمح بالتوصل لهذا القرار، وأن ما تم اتخاذه في القمة هو تشكيل لجنة لدراسة الموضوع ترفع تقريرها للقمة المقبلة، وتتشكل اللجنة من الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا المطالبين باستبعاد إسرائيل و ثلاث دول أخرى مؤيدة لبقاء عضويتها وهي: جمهورية الكونجو الديمقراطية وورواندا والكاميرون.
بمعنى أن قرار القمة هو تعليق النقاش وعدم اتخاذ قرار، وليس طرد إسرائيل كما نشر أو التراجع عن القرار.
من جهته قال الكاتب المغربي، وعضو الأمانة العامة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية محمد الضو السراج، أن خبر تعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الإفريقي كاذب وعار من الصحة ومن اختراع ما وصفه بـ “البروباغاندا الجزائرية” لتصويره كنصر لهم.
موضحاً، أن ما حدث هو تأجيل النقاش حول سحب عضوية إسرائيل إلى الدورة المقبلة، وتشكيل لجنة لدراسة الموضوع، وهكذا فإن تل أبيب مازالت عضواً مراقباً في الاتحاد الافريقي رغم رفض الجزائر وجنوب إفريقيا.
خاص وكالة رياليست.