عقب حادثة إسقاط الطائرة العسكرية الأمريكية في ولاية غزنة في أفغانستان، تم إسقاط طائرتين عسكريتين امريكيتين جديدتين في ولاية “قندوز” في شمال أفغانستان، فيما لم يتم الإعلان من الجانب الأمريكي حتى الآن، ولم تتبنَّ حركة طالبان هذه الحادثة.
في ضربة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية في زمن قياسي، تم إسقاط ثلاث طائرات عسكرية أمريكية، في أفغانستان لوحدها، ما يعني أن هناك نوعاً جديداً من الأسلحة أصبح بحوذة حركة طالبان، ليس من المستبعد أن تكون إيران هي من أمدتهم به، عقب عملية إغتيال سليماني، ما يعني أن غرب آسيا إلى تبدل عقب هذا الإغتيال، وأن المواجهة ستكون مؤلمة على القوات الأمريكية المنتشرة في هذه القارة.
وأن تحصد واشنطن ثلاث هجمات في بلد واحد، قبيل الانتخابات الرئاسية، وبعد الإعلان الأمريكي – الإسرائيلي عن صفقة القرن، يضع تطورات مقبلة ستشهدها المنطقة، بعد أن سمح التدخل الأمريكي بهذا العمق في منطقة الشرق الأوسط بأن تتولد مقاومة من كل حدب وصوب للرد على الإنتهاكات والعربدة الأمريكية المستمرة.
إذ يبدو أن سلاح الإدارة الأمريكية الناجح أي “العقوبات الاقتصادية” على الدول المعادية لها أو لسياساتها، أصبح ذي مفعول بطيء، لم يعد يشكل أزمات أكثر مما هي عليه، وأصبح عنصر المفاجأة يطال القوات الأمريكية عمداً وليس عن طريق الخطأ، ما يضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام إحراج داخلي، إعتقد بأن إعلانه عن صفقة القرن وتقديم إستثمارات بالملايين للفلسطينيين، سيعكس حالة إرتياح أن التوافق الإسرائيلي – الفلسطيني تم في ولايته، لكن مصرع جنود أمريكيين بتحطم ثلاث طائرات في مدة زمنية قصيرة، سيضع مسألة إعادة إنتخابه على المحك، خاصة في ضوء التكتم الواضح بضحايا وإصابات الجنود الأمريكيين في قاعدة عين الأسد في العاصمة العراقية – بغداد.
من هنا، وفي خطاب مرشد الثورة الإيرانية الإسلامية علي خامنئي الذي قال: سيتم طرد القوات الأمريكية من غرب آسيا، ظن البعض أن ما وراء القصد سوريا والعراق، لتكون أفغانستان على رأس القائمة، وبالتالي يتم نسف المفاوضات الجديدة بين الولايات المتحدة وطالبان إلى أجلٍ غير مسمّى، إذ أن تمسك واشنطن بأفغانستان كان الهدف الرئيس منه، قطع طريق الحرير على الصين، التي ما لبثت أن حولته ليمر عبر إيران.
وبالعودة إلى نوعية السلاح المستخدم في إسقاط الطائرات الأمريكية، يذكرنا بدقة أهداف الصواريخ الإيرانية خاصة لجهة دقتها في إصابة أهدافها في قاعدة عين الأسد في العراق، طبقاً للصور التي تم نشرها على كثير من وكالات الأنباء العالمية، إذ يبدو أنها سلمت حركة طالبان سلاح نوعي خاص لايتم كشفه عبر الرادارات، وبالتالي أصبحت الطائرات العسكرية الأمريكية هدفاً سهلاً وتحت مرمى كل التنظيمات الإرهابية التي هي من انشأتها، على مبدأ “إنقلب السحر على الساحر”، لتسقط معه جُملة “الدولة العظمى”، أو على الأقل سقط معها مصطلح أن هناك من يكمن لها ويرد لها الأذى الذي تلحقه بشعوب وبلاد منطقة الشرق الأوسط، ليضع المنطقة أمام معادلة مؤكدة، أن الإنتقالم لإغتيال سليماني لم ينتهِ بعد، وعلى ما يبدو أن القادم أعظم.
أخيراً، يبدو أن شعبية الرئيس ترامب في تراجع، رغم محاولاته الحثيثة على ردم الثغرات وسدها لإستحداث نصر أمام ناخبيه، ما يطرح سيناريوهات عدة، أولها، أن نتائج محاكمته هذه المرة سيكون لها وقع مختلف، ومن الممكن أنه أصبح يشكل عبئاً على الدولة العميقة في الولايات المتحدة، والمطلوب في هذه المرحلة رئيساً أقل حدة لردم الهوة الكبيرة التي فتحها رغم أنه من حيث المضمون ليس صاحب القرار في شيء، لكن لابد من تحمله لأخطاء السياسات الأمريكية مؤخراً، وإلى أن يحدث ذلك، سيبقى الوضع ذاهب نحو تصعيد إن خرج من العراق وأفغانستان هذه المرة، فغداً العلم عند الله تعالى.
فريق عمل رياليست