موسكو – (رياليست عربي): روسيا مستعدة للمفاوضات مع أوكرانيا، بما في ذلك على أراضي دولة غربية، وفق ما صرح به مصدر رفيع المستوى، وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية المجري بيتر سيغارتو، إن بودابست لا يزال بإمكانها أن تصبح وسيطاً بين موسكو وكييف بشأن مسألة حل الصراع، ومع ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن أوكرانيا وشركائها الغربيين لا يظهرون اليوم استعدادهم للتفاوض مع روسيا، ومع ذلك، يعتقد مجتمع الخبراء أنه من المرجح أن يذهب دور الوسيط إلى دولة ليست عضواً في كتلة الناتو .
في الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية المجري بيتر سيغارتو، إن بودابست لا تزال مستعدة لتقديم خدمات الوساطة لموسكو وكييف، وأشار إلى أنه تحدث في فبراير 2022 عن هذا الأمر مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ورئيس مكتب رئيس أوكرانيا أندريه إرماك.
وفي روسيا لا يتم رفض مثل هذه المقترحات، وكما أشار مصدر رفيع المستوى، فإن موسكو ليست ضد المفاوضات مع كييف على أراضي دولة غربية، بما في ذلك المجر، ولكن الشيء الرئيسي هنا هو أن الغرب وأوكرانيا على استعداد لإجراء محادثة بناءة مع روسيا.
ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، تطوعت العديد من الدول الكبرى لتصبح وسطاء في حل مثل هذا الصراع واسع النطاق، لقد تقدمت تركيا إلى أبعد من ذلك، ففي أنقرة، لم يتفقوا فقط على وقف إطلاق النار والمبادئ المستقبلية للتفاعل بين موسكو وكييف، بل أجروا أيضاً حواراً حول تصدير الحبوب من أوكرانيا، ومع ذلك، فإن صفقة الحبوب المبرمة في يوليو 2022 في إسطنبول استمرت لمدة عام واحد فقط، في 17 يوليو، أعلن الاتحاد الروسي أنه يعارض تمديدها.
وفي فبراير 2023، قدمت الصين خطتها للسلام، والتي تضمنت 12 نقطة، وتضمنت دعوة بكين لاستئناف محادثات السلام باعتبارها “الحل الوحيد القابل للتطبيق” للصراع، وشددت جمهورية الصين الشعبية على استعدادها للعب “دور بناء في هذا الصدد”، وفي يونيو/حزيران، اقترح رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا خطة سلام من 10 نقاط من الدول الإفريقية، كما قدم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا سيناريو السلام الخاص به : ففي إبريل/نيسان، اقترح إنشاء مجموعة مماثلة لمجموعة العشرين للمفاوضات بشأن أوكرانيا. وكان لإندونيسيا والفاتيكان كلمتهما، وفي الصيف كتبا أن الهند وفرنسا تعملان على خطة لحل الصراع.
يقول بوجدان بيزبالكو، عضو مجلس العلاقات بين الأعراق التابع لرئيس الاتحاد الروسي، إن بعض دول التحالف يمكن أن توفر منصة للمفاوضات وتعمل كوسيط، لكنه متأكد من أن البلدان خارج الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لا تزال لديها فرصة أفضل.
بالتالي، يمكن للمجر، وربما حتى سلوفاكيا، أن يصبحوا وسطاء في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، ولكن من وجهة نظر العلاقات الدولية الحديثة، سيكون من المعقول الإصرار على دولة محايدة، على سبيل المثال الهند، حيث “تمثل الهند على الأقل قوة كبيرة إلى حد ما في السياسة العالمية، وهي محايدة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، ولديها علاقاتها الخاصة مع كل من روسيا والعالم الغربي.
بالتالي، من غير المستبعد أن تصبح دولة شرق أوسطية أو حتى جمهورية ما بعد الاتحاد السوفيتي، على سبيل المثال، مثل أوزبكستان، دولة وسيطة.