في 13 سبتمبر، وفي مقابلة مع صحيفة “ترود” الروسية، تحدث سيرجيه لافروف عن نهاية الحرب في سوريا: “لقد انتهت الحرب في سوريا بالفعل. تعود البلاد تدريجيا إلى حياتها الطبيعية. أما بؤر التوتر الباقية، لا تزال موجودة في المناطق التي لا تسيطر عليها حكومة الجمهورية العربية السورية ، مثل إدلب و الضفة الشرقية لنهر الفرات. و في ظل هذه الظروف، تتمثل أولوياتنا في تقديم مساعدات إنسانية شاملة إلى سوريا ودفع العملية السياسية لحل الأزمة من أجل تحقيق استقرار حقيقي وطويل الأجل في هذا البلد، وكذلك في منطقة الشرق الأوسط ككل. “
رئيس تحرير وكالة أنباء رياليست الدكتور ساركيس تساتوريان يعلق على هذه الجزئية بقوله: “يبدو أن الحرب في سوريا إنتهت في العالم الخيالي لوزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف فقط”.
و يتسائل ساركيس، ما هي الدولة التي تعود تدريجيا لطبيعتها وفقا للوزير؟ لابد و أن لافروف يقصد المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية. في الواقع ، الصراع في سوريا مستمر، لأن تركيا والولايات المتحدة والأكراد السوريين ما زالوا لا يستطيعون الوصول لإتفاق بتقسيم شمال سوريا بينهم. و لم تقم دمشق وطهران وموسكو بعد بتطهير هذه المناطق من القوات المحتلة. و إذا قالت روسيا على لسان وزير خارجيتها بأن الحرب قد انتهت، فإنها تعترف بالحدود الحالية للحكومة السورية. هل دمشق تتفهم معنى هذا الاعتراف؟ فلماذا إذن تدخلت روسيا في الصراع السوري؟ لإضفاء الشرعية على وجود القوات التركية و قوات الولايات المتحدة في الشمال السوري؟
لم تنته الحرب في سوريا لسبب واحد بسيط – يجب إلقاء نظرة على خريطة رالف بيترز. سوريا على هذه الخريطة لا تستطيع الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط … وقد أعد الأمريكيون لسوريا نفس مصير مملكة “بوتان” الآسيوية. وسيحاولون تنفيذ هذا السيناريو طالما أن الأتراك يسيطرون على إدلب. فمسألة مهاجمة اللاذقية بشكل منهجي من جانب الإرهابيين المؤيدين للأتراك ليس لمجرد الهجوم. لقد حان الوقت للإستيقاظ، سيدي الوزير .”