قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل بدأت في رسم خرائط بأراضي الضفة الغربية المحتلة التي سيجري ضمها وفقا لخطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما حذر السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان السلطات الإسرائيلية من مغبة إعلان السيادة على أراضٍ في الضفة الغربية دون موافقة واشنطن، في معارضة لدعوات من قوميين متشددين داخل ائتلاف نتنياهو باتخاذ إجراء فوري في هذا الشأن، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
ما إن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إدخال صفقة القرن مرحلة التنفيذ، بتوافق وقبول غربي وبعض من الدول العربية، ليسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإستباق الإجراءات وتجهيز خرائك تتعلق بأراضي الضفة الغربية وضمها بشكل رسمي إلى إسرائيل، دون العودة إلى واشنطن، حيث إعتبر أنها ستقف معه في هذا الخصوص، دون مراعاة للأعراف الدبلوماسية في تجاوزه للدولة العظمى التي أجازت له حق تقسيم فلسطين والعبث في أراضيها كما يشاء، مما سبّب الحرج للإدارة الأمريكية التي أظهرها نتنياهو وكأنها تأتمر من تل ابيب وهذا الواقع لكن ليس بالشكل العلني الذي يحرج إدارة ترامب.
إن حديث نتنياهو ضم أراضي الضفة الغربية وغور الأردن إلى جانب المستوطنات الإسرائيلية القابعة تحت الإحتلال منذ حرب العام 1967، يأتي في سياق البدء بتجهيز “دولة إسرائيل الكبرى”، الأمر الذي كان يُمارس سابقاً في السر عبر مخططات ولقاءات غير معلنة، إلا أن صفقة القرن برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وضعت الخطوة الفعلية الأولى على بداية هذا التشكل، لكن هذا الموضوع لن يوقف مطالبات الفلسطينيين بأراضيهم مبرزين صكوك ملكيتها والتي تعود في غالبيتها إلى زمن الاحتلال العثماني، إلا أن الخارطة الوحيدة التي يمكن للشعب الفلسطيني القبول بها بهذا الوضع هي خارطة الدولة الفلسطينية على حدود الـ 67 والقدس الشرقية عاصمة لها.
فكما هو معلوم إن مسارعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرسم خرائط ضم تلك الأراضي، يأتي في سياق أصلح معروف للجميع ألا وهو إنقاذ نفسه من المأزق الذي يعاني منه والتملص من قضايا الفساد وعقوبة السجن، فإستعجاله بالتحضير لكل هذه الأمور قد يكون من وجهة نظره المنقذ الوحيد له في ظل إقتراب موعد الانتخابات في 2 مارس/ آذار المقبل 2020.
في سياقٍ متصل، إن نية نتنياهو تقوض خطة واشنطن التي وضعت المساحات الأساسية لكل من إسرائيل وفلسطين، وبالتالي خرج نتنياهو عن هذه الخطة، ويريد ضم هذه الأراضي إلى دولته المزعومة، ما خلق خلافاً مع الولايات المتحدة، والتي من الممكن ان ترضخ للخطة الإسرائيلية لكن فيما يبدو أنها تعترض على التوقيت في الا تفتح باب الإستنكارات عليها وهي مقبلة أيضاً على مرحلة إنتخابات رئاسية، قد يهزها الموقف الإسرائيلي ويضعف من موقف الرئيس ترامب إذا ما تطورت الأوضاع، خاصة وان الجانب الفلسطيني سيرفض هذا الأمر بشكل قاطع.
من هنا، يبدو أن الضوء الأخضر الأمريكي لن يتوقف وستكمل إسرائيل مساعيها في قيام دولتها الكبرى، خاصة وأن البيئة أصبحت مناسبة في ضوء ضعف سوريا والعراق ولبنان، وإرهاق إيران، كل هذه العوامل ساعدت في الإسراع من تنفيذ الحلم الإسرائيلي والذي من المؤكد سيلقى ردّأً أقله من الداخل الفلسطيني في المرحلة الأولى على أن تتحد المواقف في بعض الدول العربية والغربية للحد من هذا الخطر الذي يبدو انه مرسوم بعناية ودقة.
فريق عمل “رياليست”.