قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الحكومة السورية تنتهك وقف إطلاق النار في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا، محذرا من أن دمشق ستواجه “خسائر فادحة” إذا استمرت في ذلك، مضيفاً أن الحكومة السورية تستغل تفشي فيروس “كورونا” لتصعيد العنف في إدلب، مشيراً إلى أن بلاده لن تسمح لأي “مجموعات ظلامية” في المنطقة بانتهاك وقف إطلاق النار أيضاً، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
بم يأتِ تصريح رئيس النظام التركي مفاجئاً، لكن يجب التوقف عند مصطلح “المجموعات الظلامية”، دون تحديد ماهيتها من قبل أردوغان، إلا أن المؤكد أن هناك معلومات تتحدث عن إعادة هيكلة للفصائل الإرهابية وتحضيرها لأن تكون من ضمن “المعارضة المعتدلة” ليقدمها لروسيا ويطرحها كمشروع بديل يستطيع إشراكها في المرحلة المقبلة، خاصة وأن النظام التركي إلى الآن لم يقوم بخطوة فصل المعارضة المسلحة عن المعتدلة، لسبب بسيط، كونها جميعها إرهابية مسلحة، وما يؤكد ذلك إعتذار تنظيم جبهة النصرة من نظام أنقرة مؤخراً على خلفية تهديد عناصرها بقطع رؤوس الجنود الأتراك في إدلب.
إن ما يتحدث به أردوغان، وكأنما إدلب محافظة تركية، وتحتلها سوريا، لكن الحقيقة تؤكد أن نظام أردوغان يستغل جائحة “كورونا” ويعمل على إغداق الشمال السوري بتعزيزات كثيرة تضم آليات عسكرية وجنود أتراك، فضلاً عن الممارسات التي يقوم بها بشكل مستمر في شمال شرق سوريا، وتحديداً بمدينة رأس العين في ريف الحسكة، شمالي سوريا، والبدء بسياسة تهجير السكان من منازلهم، وإقتياد المعارضين منهم إلى جهات مجهولة، لكن الأهم من كل ذلك، وهو الضامن للتنظيمات الإرهابية في الشمال السوري، ومحاولات إعتداءاتها المتكررة على طريق حلب – اللاذقية الدولي أو ما يُعرف بطريق “إم -4” وتحديداً على الدوريات العسكرية الروسية في المنطقة، دون توجيه أي تحذير تركي لهم، هذا إن لم نقل أنه يحثهم على ذلك الإستهداف نظراً لما يشكله فتح الطريق من فائدة للدولة السورية.
وفي سياقٍ متصل، ومع زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم أمس إلى العاصمة السورية – دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، كان من ضمن الملفات التي تم بحثها ممارسات النظام التركي ونقلها إلى حليفتها إيران لإيجاد مخرج ما مع نظام يظن بأنه هو الأقوى، لكن على المقلب الآخر تعي روسيا مخاطر هذا النظام وأهدافه في المنطقة جيداً ولذلك تعمل على الاجتماع مع شيوخ العشائر السورية في مدينة القامشلي في الشمال الشرقي من روسيا، حيث تقول المعلومات أن هناك سعي روسي لتشكيل جيش عشائري سوري ضد الوجود الأمريكي في المنطقة، وهذا ينطبق تماماً على الوجود التركي أيضاً، إذا ما ربطنا عن عدة إستهدافات تمت من قبل مجهولين مؤخراً سواء بالقوات الأمريكية أو التركية.
من هنا، إن الزعيم العثماني، سيستغل إنشغال العالم بوباء “كورونا” متناسياً انه ينتشر تدريجياً بين جنوده، وهو بذلك يضعهم في بيئة مؤاتية خاصة بعد الإعلان عن أول حالة إيجابية في القامشلي السورية والتي تضم مدينة رأس العين الواقعة تحت سيطرته، وما فاته أن الجيش السوري أطلق عمليته العسكرية لتأمين وسط البلاد من هجمات تنظيم داعش مؤخراً، واما عن الشمال السوري فالعملية قيد الإستكمال ومع أي تطور قد تعود إلى زخمها قبيل هدنة 5 مارس/ آذار الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره أردوغان.
فريق عمل “رياليست”