أنقرة – (رياليست عربي): دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، إلى جعل مصادر الطاقة شرقي البحر المتوسط محوراً للتعاون عوضاً عن الصراع، طبقاً لموقع قناة “سكاي نيوز عربية”.
وأكد أردوغان في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الدبلوماسي بولاية أنطاليا، جنوبي تركيا، رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع كافة المناطق من أفريقيا إلى أميركا اللاتينية، ومن المحيط الهادي إلى آسيا.
مخطط جديد
من المعلوم أن أنقرة فتحت باباً عريضاً على نفسها عندما أقحمت نفسها في الشأن الليبي من جهة، ومن جهة ثانية توقيعها على الاتفاقيتين الأمنية والبحرية مع حكومة الوفاق السابقة، تمكّنها من التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، الأمر الذي أثار حفيظة دول شرق البحر المتوسط وفي مقدمتهم اليونان، ورأينا كيف منعت مصر، تركيا من التنقيب، بالتالي حاولت تركيا (أردوغان) مؤخراً التقرب من القاهرة من خلال إطلاق العديد من التصريحات تشيد فيها بالعلاقات التاريخية وعمق الشعبين المصري والتركي وما إلى هنالك، إلا أن القيادة المصرية كانت واعية لهكذا مخطط، خاصة وأن الغاية والنوايا معروفة وواضحة.
إذ أن أسلوب تركيا (أردوغان) يتسم بتغغير الموقف المتشدد مباشرةً عندما يتعارض الأمر مع مصالح من يدّعي أنه “الفاتح” وقائد العالم الإسلامي، حيث أنه لعب دوراً سلبياً في مجمل الملفات الشائكة في الشرق الأوسط بما فيها ليبيا وسوريا، ولا يزال ارتداد تدخله فيهما مزعزعاً للاستقرار حتى اللحظة.
بالتالي، تصريحه الأخير في منتدى أنطاليا واضح المعالم لن يغير من حقيقة أن دول شرق المتوسط لا يمكن أن تضع يدها بيده مجدداً، لأن بناء تحالفاته كلها إن لم تكن مبنية على فكرة القومية “الطورانية”، فهي مبنية على خدمة المصلحة “الأنانية” ولا يمكن أن يتحقق منفعة للطرفين بسوية واحدة.
تراجع متأخر
إن موقف أردوغان ومحاولاته التقرب إلى جعل مصادر الطاقة شرقي البحر المتوسط محوراً للتعاون عوضاً عن الصراع، عرض متأخر جداً، لم يعد بالإمكان إخفاء النوايا التركية الواضحة، لكن الرسائل التركية سواء في منتدى أنطاليا أن في غير مواقع، أصبح مكشوفاً على الأقل لدى مصر واليونان.
وربطاً مع زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأخيرة إلى ليبيا، يؤكد أن التعاطي التركي في الملفات خاصة العربية، أمر مشبوه يعكس عمق الأطماع التركية التي تعتبر أن تواجدها في الداخل الليبي يجيز لها الاستحواذ على غاز المتوسط رغم أنها ليست على حدوده، ورغم أن الاكتشافات الأخيرة في حقول غاز سكاريا بالبحر الأسود كشفت عن احتياطي كبير من الغاز، إلا أن الواقع الاقتصادي الداخلي لا يعكس أن هناك انفراجة قريبة، فأقرب الحلول هي استثمار مقدرات البحر المتوسط.
تركيا اليوم، مهما بلغت من قوة، فهي تعتمد أسلوب المساومة عند فشل الحلول العسكرية أو السياسية، لكن قبل عشر سنوات من الآن، كان من الممكن أن تحقق خلال هذا الأسلوب نتائج مرضية، أما اليوم هناك دول إقليمية فاعلة تقف لها بالمرصاد وفي مقدمتها مصر.