القاهرة – (رياليست عربي): بداية نهنئ كل العالم والبشر بعيد الأضحى المبارك – ويا رب الخير يعم على البشرية جميعاً في هذه الأيام المباركات.
تأتي مراسم الحج هذا العام في ظروف مختلفة عن الأعوام السابقة للأسباب التالية:
أولاً، جاءت خطبة وقفة عرفات هذا العام خطبة تقريبية لـ (الدكتور: يوسف بن سعيد) أحد أهم علماء الدين في السعودية والذي حاول من خلالها أيضاً بث روح التسامح والتقريب بين المسلمين، وكذلك التحذير من الانجرار مرة أخرى إلى الفتنة التي تفرق المسلمين، كما كان يحدث سابقاً – هذا الحوار الذي كان ينادي به شيخ الأزهر السابق ومن خمسينيات القرن الماضي (الدكتور: شلتوت) والذي كان دائماً وأبداً ما ينادي بفكرة التقريب ما بين المذاهب.
وهذا يوجب علينا توجيه الشكر للإدارة السعودية والإيرانية على المصالحة التي حدثت بهندسة صينية ودعم عماني وعراقي والذي بدوره حل كثير من الخلافات الراهنة بل تعمق إلى ربما تكوين تحالف أمني خليجي يضم ضفتي الخليج مرة أخرى وتمنع العداء من النيل من إخواننا في الجوار والدين – وكما قال الله في آياته “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”.
والشيء اللافت إقامة مؤتمر الحج في مكة بالشراكة ما بين دول العالم الإسلامي، ولأول مرة لمحاولة علاج جزء من بعض قضايا الأمة ومنها الإعلام ودوره في التقريب ما بين الدول الإسلامية والشباب على وجه العموم، والحمد لله كان لي حظاً كمتحدث من مصر عن هذا الموضوع ونتمنى استدامته.
ثانياً، حمداً لله لا توجد جوائح تعوق الحجاج من السفر للأراضي المقدسة. وقد اتضح وفقاً لتقارير أممية وأمريكية أن الصين ليس لها علاقة بأي جائحة، والمفاجأة أيضاً أنه طلب ممن تم تطعيمهم بلقاح فايزر عدم التبرع بالدم لأي شخص ممكن وغالبية هؤلاء في الغرب الذين شككوا في التطعيم الصيني والروسي لغرض ما (لوبي الدواء في أمريكا). مما يؤكد فشل حتى الغرب في حبك لعبته من إنتاج فيروس ثم لقاح لمعالجته لتعويض خسائره الاقتصادية، وأيضاً التعتيم على الفشل الاقتصادي الذي يعانون منه.
ثالثاً، أيضاً المسرحية التي أدارها باقتدار الرئيس (بوتين) أمام العالم هذا الأسبوع، وجعل الغرب في حيرة بحيث أصبحت قوات فاغنر الموالية لـ روسيا في (بيلاروسيا) أي على رأس دول وسط أوروبا، وخصوصاً (بولندا) والتي كانت جزءاً من الأزمة الأوكرانية، وهي ليست وليدة اليوم. حيث أشار لها تاريخياً الرئيس بوتين في المشروع الإعلامي الخاص لوكالة تاس (20 سؤالاً موجهاً لبوتين) فبراير 2020 – ووسط تكهنات خبراء استراتيجيين وضباط كبار سابقين غربيين بحتمية هزيمة ليس فقط أوكرانيا في هذه المواجهة، بل الناتو في الأراضي الاوكرانية، إذا استمر الوضع كما هو عليه حالياً.
مع ضرورة أن تتم مفاوضات الصلح والضغط بأي وسيلة كانت على النظام الأوكراني لتسوية النزاع. إلا أن صهاينة ونازيو الديموقراطيين، الذين يقودون بايدن، يرون أن التسوية السلمية تعني هزيمة الحزب الديمقراطي، ثم يلعبون على قضية (الحريات الجنسية والمدنية) لإلهاء المواطن الأمريكي المغلوب على أمره عن واقع الأمور.
رابعاً، استمرار التضخيم الإعلامي المدار من أباطرة الإعلام في الحزب الديموقراطي تزيد الشرخ بين فصائل الشعب الأمريكي نفسه؛ بل ولا تعالج مواضيع حقيقية مثل (العنصرية) ضد أصحاب البشرة السمراء والمسلمين والتي تسببت حسب تقرير (سيتي جروب 2020) في خسارة الاقتصاد الأمريكي على مدار 20 عاما ما يقرب من (16 تريليون دولار)؛ والذي يدفع ضرائب لمجموعات غير مؤهلة في الكونغرس للأسف لا تصن له حقوقه ولا تقل له الحقيقة.
ولأن بايدن لا يحكم أمريكا بل هو صورة لمن خلفه، وعليه وبالرغم من الوضع الاقتصادي الكارثي في أمريكا يصرون على المضي قدما في الحرب ضد (روسيا)، غير آبهين بالقتلى الأبرياء من الشعب الأوكراني الذي يساق من الجامعات والحانات والنوادي دون أدنى تدريب لمواجهة أقوى جيش في العالم حسب تقارير غربية أيضاً.
خامساً، لا زلنا نؤكد على تخبط الغرب بشكل كبير جداً في سياساته وانتخاباته لأنه استنفذ كافة مرات الرسوب ولم يعالج أي من المشاكل الحقيقية الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف به، على سبيل المثال، المشكلة السكانية في الغرب. فسواء في أمريكا الشمالية أو في أوروبا أو اليابان هناك عجز كبير في النمو الديموغرافي/ السكاني في هذه الدول التي كانت تقود حركة النمو الاقتصادي في العالم حيث يدخل في الولايات المتحدة يومياً حوالي (10000 شخص) إلى عتبة الـ 65 عام.
خاص وكالة رياليست – أحمد مصطفى – رئيس مركز دراسات آسيا والترجمة – مصر.