القاهرة – (رياليست عربي): أوجدت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية من داخل قبرها، انقساماً بين المصريين، بعد ساعات من وفاتها مساء الخميس عن عمر يناهز 97 عاماً، وذلك بين من عبّروا عن حزنهم على رحيلها من جهة، وبين من يدعون عدم إبداء أي حزن أو تعاطف معها، لأنها تسببت في الكثير من الآلام للشعب المصري نظراً لكونها كانت ملكة لدولة احتلت بلادهم وأيضاً لجيش هجم على مدن خط القناة فيما عرف بالعدوان الثلاثي عام 1956 عندما شنت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، هجوماً على مصر، لاسيما مدينة بورسعيد التي دمرت وسالت دماء أبنائها من المدنيين في هجوم ضاري رفضه العالم أجمع.
ولكن وصل الأمر من جانب البعض في ظل أجواء مشحونة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى قيام البعض بنعت ووصف من أبدوا تعاطف مع خبر وفاة “إليزابيث” أو القيام بنعيها على مواقع التواصل الاجتماعي بـ”الخونة”، مشيرين على حد قولهم إلى أن التعاطف مع ملكة لبلد قتلت مصريين حتى لو كان في عهود سابقة عبارة عن “خيانة عظمى”!
ورحلت يوم 8 سبتمبر الجاري، الملكة إليزابيث الثانية التي ولدت في 21 أبريل/ نيسان 1926، وصعدت إلى العرش في 6 فبراير/ شباط 1952 بعد والدها الملك جورج السادس.
وقام مصريون في هذا الصدد، بتحميل الملكة إليزابيث، المسؤولية التاريخية لما حدث من جرائم حرب من جانب الجيش البريطاني وقت العدوان الثلاثي أو ما يعرف بحرب السويس في نهاية عام 1956، وتحديداً ما جرى في مدينة بورسعيد التي تساوت منشأتها ومبانيها بالأرض وشرد أهلها وترملت نسائها وقتل أطفالها بالسلاح الإنجليزي على أثر الهجوم الذي قادته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، رداً على قرار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بتأميم هيئة “قناة السويس” التي كانت أسهمها مملوكة بشكل كبير لفرنسا وإنجلترا، كنوع من تسديد ديون مصر التي تسبب فيها الخديوي إسماعيل في القرن الـ19.
فيما رد آخرون، بأن من يرفضون حزنهم أو حتى الترحم على وفاة إليزابيث، هم عديمو الرحمة والإنسانية، وأن الاحتلال البريطاني لمصر أنتهى منذ أكثر من 7 عقود ونفس الأمر للعدوان الثلاثي، وأنه لا يوجد عداء منذ عقود على المستويات الرسمية والدبلوماسية وحتى الشعبية بين مصر وإنجلترا، وأن هناك مصريون يعيشون في بريطانيا وحصلوا على جنسيتها.
وأكدوا في هذا الصدد، أن إليزابيث ليس لها أي دور في العدوان الثلاثي على مصر لأنها ملكة ذات منصب شرفي بحسب الدستور والأعراف البريطانية منذ زمن طويل، وأن الحاكم الفعلي لبريطانيا هو رئيس الحكومة، وأن صاحب قرار العدوان على مصر في عام 1956 كان رئيس الوزراء أنتوني أيدن.