القاهرة – (رياليست عربي): في سياق كسر الجمود وتحرير المجتمع من قيود السلطة، وترك القرار للشعوب، أعلنت الإمارات إلغاء فرض الرقابة على الأفلام في دور السينما، على أن يتم إدراج +21 عاماً ضمن التصنيف العمري للأفلام لتنبيه المشاهدين الراغبين بمشاهدة أفلام بنسختها الأصلية.
الخطوة الأخيرة جاءت عقب سلسلة إصلاحات تشريعية جريئة اتخذتها أبوظبي، لمواكبة التطور العالمي والخروج بالدولة من شرنقة القيود الشرق أوسطية التي تسببت في تراجع المنطقة الغنية، عقوداً إلى الخلف وألحقت الضرر بشعوبها المطلعة على تجارب الغرب في التقدم والتحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
خطوة الإمارات الجريئة تجاه القيود على الفن، سبقها في نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، اعتماد رئيس البلاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أضخم مشروع لتطوير التشريعات والقوانين الاتحادية، شملت أكثر من 40 قانوناً ذات علاقة بالقطاعات الاستثمارية والتجارية والصناعية، وقوانين الشركات التجارية، وتنظيم وحماية الملكية الصناعية، وحقوق المؤلف، والعلامات التجارية، والسجل التجاري، والمعاملات الإلكترونية وخدمات الثقة والتعليم العالي.
هذه التطورات تهدف لجعل الإمارات، من أكبر الاقتصاديات في العالم بحلول مئوية الدولة عام 2071، وتعليقاً على الخطة المستقبلية للدولة، قال مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق، السفير محمد مرسي، أن التشريعات المعدلة تسهل تيسير وتشجيع الإقامة والعمل والاستثمار والسياحة في الإمارات.
لافتاً إلى أن للتشريعات الجديدة الكثير من الجوانب الحساسة المرتبطة بأمور كثيرة منها تعاطي بعض المخدرات كالحشيش وتخفيف عقوباتها، وكذلك قضايا الإنجاب خارج إطار العلاقة الزوجية التقليدية، وقضايا الشرف العائلي، وموضوعات المواريث للأجانب، وكذا تعديل عطلة نهاية الأسبوع لتكون يومي السبت والأحد بدلاً من الجمعة، وتشريعات أخرى متنوعة تعتبر ثورة على المألوف.
وأكد الدبلوماسي المصري، على أنه من الموضوعية والإنصاف عدم التسرع في التقييم والحكم على هذه التطورات، ولكن نستطيع القول: إنها تعديلات تشريعية أراها استكمالاً لثورة في توجهات دولة الإمارات الجديدة تجاوزت الآن السياسة الخارجية، لتقتحم كل مناحي الحياة دينياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
السفير محمد مرسي تابع في سياق تحليله للثورة الحديثة في الإمارات، ما نراها تغييرات كبرى تستوجب المتابعة والتحليل العميق، فهي تؤشر لملامح وشكل وهوية القادم الجديد في منطقتنا.
موضحاً، أن الثورة التشريعية والقرارات الداخلية الجريئة، ربما تجيب في نفس الوقت على بعض من التساؤلات وعلامات التعجب الهائمة الباحثة عن إجابة وعن تفسير، فالقادم كبير على الأرجح في مستقبل الإمارات.