القاهرة – (رياليست عربي): نفت مذكرات أحد قادة سلاح “الصاعقة” في حرب 1967 ومؤسس الفرقة المقاتلة 777 بالقوات المسلحة، اللواء أحمد رجائي عطية، ما خرج من الإعلام الإسرائيلي حول ما أسمته “محرقة الجنود المصريين” في حرب يونيو، والتي تناول فيها عملية استهداف مطار “اللد” داخل عمق إسرائيل بعد العبور من الأردن في 5 يونيو، مشيراً إلى أن السرية المصرية التي تحركت من الأردن نحو العمق الإسرائيلي في حرب يونيو، وكانت في مهمة استهداف مطار اللد إلا أنها عادت “سالمة” بشكل كامل.
وأكد اللواء أحمد رجائي عطية الذي توفى في 4 مارس 2021، أن السرية التي كانت مكونة من حوالي 96 ضابطاً وجندياً، تحركت من بلدة “بيت إلياس” الواقعة على الحدود الأردنية الإسرائيلية وبعد مسيرة طويلة تم الوصول إلى “اللد” في حين جاءت تعليمات من القيادة العامة بإلغاء العملية.
وأوضح “رجائي” في المذكرات، أن رحلة العودة بعد إلغاء العملية انطلقت 4 صباحاً، وسط مزارع البرتقال بحثاً عن الثغرة التي كان المرور منها في مشوار الذهاب، وبعد ذلك الاختراق علنيا لأحد المستعمرات أمام أعين مدنيين إسرائيليين ماكثين في منازلهم الصغيرة، ثم قامت مجموعة من “السرية” بفتح النيران على جنود حراسة المستعمرة عند الخروج منها لتأمين جميع المقاتلين المصريين وسقط منهم قتلى إسرائيليين، ثم تم عبور الطريق المقابل للمستعمرة وخط سكة حديد ليكون الدخول إلى سلسلة جبلية متجهين إلى قرية بيت الياس وفي منتصف الطريق كانت معركة مع مجموعة من 9 مجندين إسرائيليين تم قتلهم جميعاً وإحضار جهازهم اللاسلكي وأسلحتهم ليكون الوصول إلى “بيت الياس” وتم التحرك بالسيارات بمساعدة أدلة فلسطينيين إلى “أريحا” ثم عبور نهر الأردن بالمرور على جسر “اللنبي” والتوجه إلى العاصمة “عمان” حيث مقر القيادة العربية المشتركة التي كان متواجداً فيها اللواء عبد المنعم رياض، ليكون التحرك بعد ذلك عبر رطل من الأتوبيسات إلى دمشق ثم إلى لبنان وقضينا ليلة ونهار كامل، والعودة عبر مركب إلى مدينة الإسكندرية ليكون الرسو في منطقة “المكس” غرب المدينة واستقلال مطاراً عسكرياً إلى قاعدة أنشاص بمحافظة الشرقية.
وفي ظل متابعة الرأي العام المصري بشكل كبير لما يدور حول هذه “المذبحة” ومدى حقيقتها والدور الذي تقوم به المؤسسات المصرية للوصول إلى الحقيقة، هناك أسر وعائلات تتألم منذ أكثر من نصف قرن على أبناء كانوا في صفوف الجيش المصري وقت النكسة ولم يعودوا وأصبحوا في عداد “الشهداء” تحت مسمى “مفقودين” نظراً لعدم وجود جثمان أو مقبرة، ومن ضن هذا القطاع الذي يعاني من عدم معرفة حقيقة ذويهم من مقاتلين في حرب 67، الفنان المصري محمد فؤاد، الذي فقد شقيقه في هذه الحرب ولم يعود ولم تأتِ أي أخبار بشأنه، مطالباً الجهات المصرية بالبحث عن شقيقه ضمن جنود تلك “المقبرة” التي ادعت وسائل إعلام إسرائيلية بوجودها وضمها رفات شهداء مصريين، مشيراً إلى أن هذه المقبرة بمثابة أمل لعائلته التي تنتظر أي خبر عن شقيقه الأكبر منذ 55 سنة.
وأكد “فؤاد” أن شقيقه استشهد حرب في 1967 وأن العائلة لديها بعد كل تلك العقود أملاً في أن يكون من الأبطال الشهداء الذين خرجت أحاديث بشأن دفنهم في “اللطرون” بإسرائيل، مشيراً إلى أن عائلته مثل عائلات الكثير من الشهداء المفقودين في حرب 67 لديهم أملاً في الحصول على رفات أبنائهم الشهداء ودفنهم حتى تطمئن قلوبهم.
وقال “فؤاد” باكياً إن شقيقه “إبراهيم فؤاد عبد الحميد حسن” استشهد في 1967، ولا نعلم مكانه حتى الآن، وتابع :”هناك عائلة كاملة تعيش على أمل الوصول إلى الرفات”.
وأردف :”رأيت معاناة أبي مع أي خبر عن عودة أسرى أو جثامين شهداء، كان يذهب أملاً في أن يكون شقيقي من بينهم، وعشنا في ذلك معاناة سنوات طويلة ، وذهب إلى سيناء بين البدو حتى يصل إلى أي معلومة شقيقي ولكنه لم يتوصل لشيء”.
واستكمل :”أتوجه بالدعاء أن يوفق الله الرئيس السيسي في الوصول إلى رفات أخي وجثامين زملائه الشهداء حتى أستعيد رفات شقيقي الشهيد وأقوم بدفنه ووقتها سأقيم فرح كبير في مصر وسأغني فيه وبعد ذلك ساعتزل الغناء”.