واشنطن – (رياليست عربي): تستمر المظاهرات المناهضة لإسرائيل في حرم الجامعات الأمريكية الرائدة، قبل بضعة أسابيع، بدا الوضع تحت السيطرة، ولكن الآن في بعض الكليات تصاحب المظاهرات اشتباكات، ويُمنع المعلمون المؤيدون لإسرائيل من الوصول إلى المنطقة، و بالنسبة للولايات المتحدة، حيث كان دعم إسرائيل جزءاً لا يتجزأ من مشهد السياسة الخارجية لعقود من الزمن، فإن هذه ظاهرة اجتماعية جديدة تماماً، وسيتسع نطاقها، كما تظهر استطلاعات الرأي.
فقد أدى تصاعد الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية في أكتوبر 2023 والعملية العسكرية اللاحقة في قطاع غزة إلى خلق صدع آخر في المجتمع الأمريكي ربما لم يكن متوقعاً على الإطلاق: لم يكن دعم إسرائيل موضع شك على الإطلاق، والآن تشهد أميركا انقساماً طبقياً سريعاً بين الناخبين الديمقراطيين، وهو ما يؤدي غالباً إلى المواجهة، المثال الأكثر وضوحاً هو ما يحدث في أفضل الجامعات الأمريكية. تستمر الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في 23 جامعة وكلية، معظمها من بين المؤسسات التعليمية النخبوية في البلاد: معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، جامعة كولومبيا، هارفارد، ييل، برينستون (الأربع الأخيرة هي جزء من رابطة آيفي الشهيرة)، جامعة ميشيغان ، بيركلي وآخرون.
وأقام الطلاب خياماً وأقاموا مسيرات وخطباً يطالبون فيها قيادات الجامعات بوقف كل أشكال التعاون مع إسرائيل، غالباً ما تنتهي الاحتجاجات باشتباكات مع الطلاب المؤيدين لإسرائيل وتدخل الشرطة، في 22 أبريل، قام ضباط إنفاذ القانون بتدمير أحد هذه المعسكرات في حرم جامعة ييل، وتم القبض على 47 شخصًا. ووجه رئيس الجامعة بيتر سالوفي رسالة إلى الطلاب أشار فيها إلى أن الحل القوي للمسألة هو مبادرة من المؤسسة التعليمية، بسبب سلوك الطلاب، “العديد من الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، بما في ذلك أولئك الذين نظموا احتجاجات مضادة، فعلوا ذلك بشكل سلمي، ومع ذلك، فأنا على علم بتقارير عن سلوكيات فظيعة مثل التخويف والمضايقة، ودفع الناس في الحشود، وإزالة العلم من الساحة، وغيرها من الأعمال الضارة”.
وقبل أربعة أيام من الأحداث الموصوفة، نفذت شرطة نيويورك عملية مماثلة في حرم جامعة كولومبيا، أسفرت عن اعتقال 108 أشخاص. ومن الجدير بالذكر أنه قبل ذلك بوقت قصير، تم سحب تصريح جامعي من أحد المعلمين، شاي دافيداي، وتم منعه من دخول الحرم الجامعي بعد محاولته تنظيم مسيرة مؤيدة لإسرائيل. لكن الاعتقالات لم تؤثر على الوضع بأي شكل من الأشكال، بل على العكس من ذلك، سرعان ما قامت منظمة “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” بجلب عدة مئات من الطلاب من بيركلي، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهارفارد إلى “مسيرات تضامنية”.
وفي قلب المواجهة توجد قيادة الكليات، التي تحاول حل مهمة مستحيلة: من ناحية، محاولة إبقاء الاحتجاجات الطلابية المتزايدة تحت السيطرة، ومن ناحية أخرى، لوقف المظاهر الحتمية لمعاداة السامية، في هذا السياق ومنع الرعاة، وغالبيتهم العظمى من مؤيدي السياسة الإسرائيلية، من المغادرة.
لكن مع اشتداد الاحتجاجات وفشل محاولات وقفها، أصبح المشرعون متورطين في المشكلة، ودعا 27 عضوا في مجلس الشيوخ بقيادة الجمهوري توم كوتون، إلى حرمان التمويل الفيدرالي من الجامعات غير القادرة على وقف الاحتجاجات والأعمال المعادية للسامية.