واشنطن – (رياليست عربي): لم تعد زلات لسان الرئيس الأميركي، جو بايدن، تثير الاستغراب لكن أحدث تلك التصريحات كانت كشفه شخصياً أمام وسائل الإعلام خلال كلمة له عن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية عن إصابته بمرض السرطان، صحيح أن البيت الأبيض حاول استدراك الموقف، وأصدر بياناً أوضح فيه أنه – أي الرئيس- كان يتحدث عن إصابته قديماً بسرطان الجلد لكنه تلقى العلاج اللازم وشفي تماماً.
بايدن قال خلال خطاب عن الاحتباس الحراري، إنه نشأ في مدينة كلايمونت بولاية ديلاوير وهي موقع لعدد كبير من مصافي النفط، مضيفاً: “لهذا السبب أنا والعديد من الأشخاص الذين نشأت معهم مصابون بالسرطان”، بدأ التعليق في البداية وكأنه إعلان صحي بشكل غير رسمي، وتعليقاً على تصريحات بايدن، أعاد المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، نشر تغريدة الصحفي في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تتضمن التقرير الصحي الخاص بـ بايدن الصادر في نوفمبر/ تشرين الأول 2021، يشير إلى أن الرئيس الأمريكي كان يعاني من سرطانات الجلد غير الميلانينية قبل توليه المنصب العام الماضي.
وكان طبيب الرئيس الأميركي، الدكتور كيفين أوكونور أصدر تقريراً صحياً العام الماضي لم يشر إلى أن بايدن لم يُعانِ من أي أنواع من السرطانات حالياً، ويعزو التقرير الصادر حينها أن سرطان الجلد لدى بايدن حدث نتيجة التعرض لأشعة الشمس، وليس نتيجة التعرض لصناعات الوقود الأحفوري.
بعيداً عن حقيقة مرض بايدن القديمة أو الحديثة، فأن التصريح المثير للجدل سوف يكبد الديمقراطيين خسائر سياسية باهظة، ومع انتخابات التجديد النصفي المرتقبة في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، المقبل، سوف يعاقب الناخب الأميركي الديمقراطيين على موجة التضخم وغلاء الأسعار، والآن التخوف الذي تملك المواطن تجاه صحة الرئيس ومدى استعدادها البدني لممارسة مهام منصبه، بعدما خلق لديه حالة من عدم اليقين في القادم.
والعادة الأميركية أن انتخابات التجديد النصفي مؤشر زمني سابق، على قدرة نجاح الرئيس في الحصول على ولاية ثانية من حكمه، أو تفتح الباب أمام المنافس التقليدي – الجمهوريين- لتقديم مرشحهم بقوة بهدف استعدادا للعودة إلى المكتب البيضاوي.
خلال فترة حكم بايدن كان أشبه بظل الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، وحاول الاستفادة من شعبيته التي كان يتمتع بها، وبدا واضحاً عدم امتلاكها رؤية للسياسة الأميركية الداخلية كانت أو الخارجية، ويفسر ذلك سبب تمسكه بدعم الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلنيسكي، رغم قناعة دوائر الاستخبارات الأميركية بخسارته في مواجهة روسيا، ورغم فتح أبواب مخازن البنتاغون لإمدادها بالأسلحة والمعدات العسكرية منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية لحماية “دونباس”.
من شأن الكشف عن إصابة بايدن بالسرطان على لسانه شخصياً، أن يكبد الاقتصاد الأمريكي خسائر جمة خلال الفترة المقبلة، وربما سحب استثمارات وأموال أجنبية خشية شغور منصبه بالوفاة وتعرض الأسهم الأميركية لهزة كبيرة تجرف ما حصل عليها المستثمرين من قرار الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة.