القاهرة – (رياليست عربي): ضجة كبيرة لم تتوقف عند وسائل الإعلام ومواقع التواصل الأجتماعي بل انتقلت تلك الأجواء إلى رجل الشارع في مصر، وهي المتعلقة بنشر صور ترصد “طوابير” لأعداد كبيرة من أبناء الطبقة “الراقية” يمثلون زحاماً رغبة في حجز فيلل للاستجمام وليس للسكن أو المعيشة الكاملة أي أنها ليست “أساسية”، وذلك في مشروع منتجع “مراسي إعمار” الكائن بالساحل الشمالي المصري الذي يعتبر مقصد للاستجمام ومصيف لأبناء الطبقة الثرية ومن هم على قمة الطبقة المتوسطة.
الجدل لا يتعلق بوجود “طوابير” لحجز “فيلات” في ظل الأزمة الاقتصادية المالية العالمية المتعلقة بالأوضاع بين روسيا وأوكرانيا وما قبل ذلك من تأثيرات أزمة وباء كورونا في العالم.

ما أثير من ضجة يتعلق بما نشر حول أسعار الـ”فيلات” التي كان حول حجزها هذا الزحام، حيث أن سعر الفيلا الواحدة يتراوح بين 105 حتى 115 مليون جنيه أي ما يزيد عن 6 ملايين دولار أمريكي، وأن الحجوزات تجاوزت 300 فيلا بإجمالي 8 مليارات جنيه خلال أقل من 48 ساعة فقط، وسط تساؤلات حول أوضاع ثراء تسمح لجموع بشراء “فيلل” بتلك المبالغ الخرافية في وقت يتحدث فيه الرأي العام عن “معاناة” في شراء “البيض” و”الدجاج” و”المخبوزات” على سبيل المثال، بسبب ارتفاع الاسعار العالمية المنعكسة على الداخل، ووسط مطالبات بتفعيل قانون الكسب غير المشروع المعروف بقانون “من أين لك هذا؟!”، للوقوف على ثراء بهذا الشكل منتشر بين أشخاص لا يظهرون إلا في مثل هذه المناسبات، وذهبت المطالبات أيضاً إلى تركيز الدولة في جمع الضرائب ورسوم الخدمات بشكل أكبر على مثل هؤلاء الأشخاص الذين يتزاحمون لحجز فيلا للترفيه في الصيف، تتجاوز الـ 100 مليون جنيه.
ولكن وسط هذه المطالبات، جاء تعليق استنكره البعض من جانب الخبير الإقتصادي “هاني توفيق” وهو شقيق وزير قطاع الأعمال، هشام توفيق، والذي أقحم مفاعل “الضبعة” النووي لتوليد الطاقة الكهربائية، الواقع على مقربة 100 كم من هذا المنتجع على ساحل البحر المتوسط، بعبارة فسرها البعض بأنها لا تحمل فقط ما وصف بـ “كراهية” أو “تمني الأذى” لمن يشترون تلك الفيلات بهذه الأسعار، بل أن التمني طال هنا أحد مشروعات الدولة الكبرى بالتعاون مع روسيا في منطقة “الضبعة”.

“توفيق” كتب على صفحته في “فيسبوك”: “وسط التقشف العالمي، تم اليوم بيع 300 فيلا بسعر بلغ 115 مليون جنيه للفيلا الواحدة بمراسي الجديدة! الأمل معقود الآن على اللي معاه مفاتيح تشغيل مفاعل الضبعة النووي، علشان نرجع نصيف تاني فى سيدى بشر ورأس البر، ونعيش بالمرة عيشة أهالينا”.
وكانت قد أقامت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر،الأسبوع الماضي، فعالية هندسية للإعلان عن بدء أعمال للصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر المتوسط، وذلك في إطار تعاون يجمع مصر وروسيا، ليكون إعطاء الضوء الأخضر لتدشين وبدء الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة، وهو الأمر الذي يعتبر حدثاً مهماً في مسار تنفيذ المشروع وانتقال مصر من دولة تخطط لإنشاء محطات طاقة نووية والدخول في مصاف الدول التي تنشأ محطات نووية طبقاً لتصنيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويعتبر مشروع المحطة النووية بالضبعة، أحد المشاريع الاستراتيجية التي تتم برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليكون واقعاً ملموساً، ويسهم مشروع المحطة النووية بالضبعة بالعديد من المكتسبات والعوائد الاستراتيجية على الدولة المصرية وتطوير شامل في مجالات التكنولوجيا والصناعة والتعليم.
كما يعد تنفيذ محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، عنصراً مهماً في المحاور الرئيسية لرؤية مصر2030، من خلال توليد كهرباء بدون انبعاثات كربونية وبسعر تنافسي، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للبلاد.