موسكو – (رياليست عربي). رفض الكرملين أي مقترح لوقف إطلاق النار يكون مشروطاً بإجراء استفتاء إقليمي في أوكرانيا، مؤكداً أن موسكو تسعى إلى تسوية شاملة ودائمة، لا إلى تجميد مؤقت للقتال على خطوط الجبهة.
وفي تعليق على تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن احتمال إجراء استفتاء حول قضايا إقليمية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا لن تقبل بما تعتبره محاولة لاستخدام التصويت ذريعة لفرض هدنة، بحسب وكالة تاس الرسمية.
وقال بيسكوف: «إذا كان الحديث يدور حول خلق ذريعة للمطالبة بوقف إطلاق النار أو استراحة أو توقف مؤقت على الجبهة، فهذا لن ينجح بطبيعة الحال». وأضاف أن موقف موسكو ثابت: «نحن نريد العمل من أجل السلام، لا من أجل وقف إطلاق النار. وقف إطلاق النار هو شكل آخر من أشكال التأجيل. المطلوب هو سلام مضمون، طويل الأمد، وواضح للجميع».
مسار دبلوماسي تقوده واشنطن
تأتي تصريحات الكرملين في ظل تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية محتملة. ففي نوفمبر، طرحت الولايات المتحدة خطة من 28 بنداً لإنهاء النزاع، لكنها واجهت انتقادات من كييف وعدد من الشركاء الأوروبيين، الذين طالبوا بإدخال تعديلات جوهرية عليها.
وفي 23 نوفمبر، عقدت الولايات المتحدة وأوكرانيا مشاورات في جنيف. ولاحقاً، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الخطة الأميركية الأصلية عُدّلت لتعكس مواقف كل من موسكو وكييف، مشيراً إلى بقاء «نقاط خلافية محدودة».
كما جرت جولة إضافية من المحادثات بين ممثلين أميركيين وأوكرانيين في فلوريدا يوم 30 نوفمبر، ركزت على سبل إنهاء الحرب، والترتيبات الاقتصادية والأمنية طويلة الأمد، واحتمالات إجراء انتخابات في أوكرانيا، إضافة إلى القضايا الإقليمية.
اتصالات مع موسكو
بالتوازي، استمرت الاتصالات مع الجانب الروسي. ففي الساعات الأولى من 3 ديسمبر، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بالمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر ترامب ورجل الأعمال. وقال مساعد الكرملين يوري أوشاكوف إن المحادثات كانت «بنّاءة وموضوعية»، وشملت مناقشة عدة صيغ لخطة سلام، بما في ذلك القضايا الإقليمية، مع الاتفاق على مواصلة التواصل.
وفي 6 ديسمبر، اختتمت ثلاثة أيام من المفاوضات بين الوفدين الأميركي والأوكراني في فلوريدا. وبعدها، أجرى ويتكوف وكوشنر اتصالاً هاتفياً مع زيلينسكي. وبحسب موقع أكسيوس، يدرس المفاوضون الأميركيون حالياً مقاربات جديدة لمعالجة المسائل الإقليمية ضمن إطار تسوية أوسع.
وفي هذا السياق، يبرز رفض موسكو لأي وقف لإطلاق النار مرتبط باستفتاء كدليل على الخلاف العميق حول تسلسل الخطوات — هل يسبق وقف القتال الاتفاق السياسي الشامل أم يأتي بعده — وذلك رغم استمرار قنوات الحوار بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة.






