طهران – (رياليست عربي). قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، إن الدول الأوروبية الثلاث — بريطانيا وفرنسا وألمانيا — قوضت مكانتها في الجهود الرامية لحل الخلاف النووي مع إيران، محذراً من أن دورها في أي مفاوضات مستقبلية سيكون «أصغر بكثير».
وفي كلمة ألقاها في طهران عقب اجتماعه مع السفراء ورؤساء البعثات الدولية، اتهم عراقجي ما يُعرف بـ«الترويكا الأوروبية (E3)» بإساءة استخدام آلية “سناب باك” التابعة للأمم المتحدة بهدف الضغط على طهران، قائلاً إنها «لم تحل أي مشكلة، بل جعلت الدبلوماسية أكثر صعوبة وتعقيداً».
وأضاف: «الدبلوماسية لا تنتهي أبداً، لكن السؤال هو — في أي ظروف، ومع أي أطراف، وعلى أي أساس يمكن أن تستمر؟ الظروف الحالية مختلفة تماماً عما كانت عليه سابقاً، والدول الأوروبية الثلاث فقدت إلى حد كبير مبررات التفاوض معها».
تصريحات الوزير الإيراني جاءت بعد أسبوع من قيام الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية سناب باك المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA) — وهي آلية مدتها 30 يوماً لإعادة فرض العقوبات الأممية. ورفضت طهران الخطوة ووصفتها بأنها «غير شرعية»، مشيرة إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 ألغى صلاحية الآلية، وأن الأوروبيين بدلاً من الالتزام بتعهداتهم اختاروا الانحياز لواشنطن وعقوباتها الأحادية.
محاولة دبلوماسية أخيرة قادتها روسيا والصين في مجلس الأمن في 26 سبتمبر فشلت في تأجيل أو منع تفعيل الآلية، وبعد يومين أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أن «جميع القيود الأممية على إيران أُعيد فرضها» — وهو إعلان رفضته طهران وعدة دول أعضاء في المجلس.
وأكد عراقجي أيضاً أن إيران أجرت خلال الأشهر الماضية محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة عبر وسطاء، اقتصرت على القضايا النووية. وقال إن طهران ما زالت منفتحة على الحوار «إذا كان الطرف الآخر يتعامل بحسن نية واحترام للمصالح المتبادلة».
لكنه شدد على أن سياق المفاوضات تغير جذرياً بعد ما وصفه بـ«العدوان العسكري الإسرائيلي–الأميركي الأخير ضد إيران» وقرار أوروبا إعادة فرض العقوبات. وأضاف: «المفاوضات المقبلة لن تشبه أبداً تلك التي جرت في الماضي».
وعن الاتفاق الموقع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة في 9 سبتمبر، قال عراقجي إن «الاتفاق لم يعد يصلح أساساً للتعاون»، مشيراً إلى أن إيران ستعلن قريباً إطاراً جديداً لتعاملها مع الوكالة الأممية.
وختم قائلاً: «سعت الجمهورية الإسلامية إلى حل تفاوضي عادل ومتوازن، لكن الدول الغربية أفشلت هذه الجهود بسبب مطالبها المفرطة وغير المنطقية».






