أديس أبابا – (رياليست عربي): يصل المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان اليوم الأحد إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لإجراء محادثات بشأن أزمة سد النهضة عقب زيارته القاهرة والخرطوم خلال الأيام الماضية، طبقاً لموقع قناة “الجزيرة“.
واستبقت إثيوبيا وصول فيلتمان بإعلانها أمس أنها عازمة على إنجاز المرحلة الثانية من عملية ملء سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق في الموعد المقرر، حتى إن لم يتم توقيع اتفاق مع دولتي مصب النيل السودان ومصر بشأن هذه العملية.
وتصر أديس أبابا على إنجاز المرحلة الثانية لتعبئة سد النهضة خلال موسم الأمطار في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين حتى لو لم تتوصل لاتفاق، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي يحفظ منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.
وقد بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس في القاهرة ملف سد النهضة مع رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وقال السيسي إن بلاده لن تقبل المساس بأمنها المائي، داعياً إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن السد وتجنيب المنطقة مزيدا من التوتر وعدم الاستقرار، وكانت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي أعلنت أمس السبت أن رئيس الكونغو الديمقراطية تقدم بمبادرة لحل أزمة سد النهضة بصفته رئيسا للدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وأضافت أن المبادرة قيد البحث من الجهات المختصة.
ويبدو أن أثيوبيا تتصدر هذه الأزمة من خلال إصرارها على إكمال مخططها، ضاربة بعرض الحائط الموقفين المصري والسوداني من هذا الأمر، الذي إن لم يتم إيجاد حل على شكل اتفاق ثلاثي يُرضي الأطراف الثلاثة، قد يتفاقم الوضع ويتطور إلى سيناريو ناري لا أحد يريده وبخاصة أديس أبابا التي تعاني أزمة داخلية حادة.