إسلام أباد – (رياليست عربي): تسعى السلطات الأوكرانية إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع باكستان على خلفية دفء العلاقات بين إسلام أباد وموسكو، فقد زار وزير خارجية أوكرانيا دميتري كوليبا الجمهورية الإسلامية، وكانت هذه الزيارة على مستوى وزارة الخارجية هي الأولى بين البلدين منذ عام 1993، خاصة وأن أعلنت الجمهورية الإسلامية كثيراً حيادها فيما يتعلق بالصراع الأوكراني.
شراكة موثوقة
قالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان بخصوص زيارة وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى إسلام أباد: “التعاون بين باكستان وأوكرانيا وثيق وطيب، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار والزراعة والتعليم العالي”.
والتقى الدبلوماسي بوزير خارجية الجمهورية الإسلامية بيلاوال بوتو زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف، وذكر الطرفان أن هذا “سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وقد حظيت الزيارة باهتمام خاص، حيث أن هذا هو الاجتماع الأول من هذا المستوى في تاريخ العلاقات بين البلدين، والذي تأسس عام 1993، في الآونة الأخيرة، بدأت إسلام أباد في استيراد القمح من أوكرانيا.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الطرفين ناقشا خطوات لتعزيز التعاون الثنائي، “أوكرانيا مهتمة بزيادة حجم التجارة الثنائية، وإنشاء مشاريع مفيدة للطرفين في مجال رقمنة الخدمات العامة والهندسة والزراعة، وكذلك تعميق التعاون في مجال التعليم”.
وتأتي زيارة الوزير الأوكراني إلى العاصمة الباكستانية، على خلفية دفء العلاقات بين إسلام أباد وموسكو، فقد “بدأت باكستان مؤخراً في استيراد النفط الخام الروسي بخصم لتلبية الاحتياجات المحلية وتوفير احتياطيات النقد الأجنبي.”
لكن إن أهم هدف لأوكرانيا من هذه الزيارة هو مناقشة توريد الأسلحة والذخيرة من قبل إسلام أباد، “وهو ما تفتقر إليه أوكرانيا من أجل هجوم مضاد ناجح”، و”بناء على طلب من الغرب، كانت باكستان في طليعة عمليات التسليم العسكرية لأوكرانيا منذ أغسطس من العام الماضي”.
فقد زودت إسلام أباد كييف بأكثر من 10000 قاذفة صواريخ من عيار 122 ملم وذخيرة أخرى، إجمالاً، وقعت كييف وإسلام أباد في الفترة من 1991 إلى 2020 عقود أسلحة بقيمة 1.6 مليار دولار تقريباً، واشترت باكستان 320 دبابة T-80 من أوكرانيا، ووقعت أيضاً عقوداً لإصلاح الدبابات بقيمة 85.6 مليون دولار.
بالإضافة إلى ذلك، كانت قاعدة نور خان الجوية في باكستان نقطة عبور لسلاح الجو البريطاني، الذي نقل الأسلحة إلى أوكرانيا.
وعلى خلفية الإمدادات العسكرية غير المعلنة إلى كييف عبر أوروبا الشرقية، تلقت باكستان رفضاً من روسيا للحصول على خصم على النفط. بدأ الخلاف بين إسلام أباد وموسكو بعد الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان، وإعادة توجيه السلطات الجديدة الموالية للغرب نحو تحالف مع الولايات المتحدة وحلفاؤها.
لكن وبالنظر إلى هذا التعاون الطويل بين روسيا وباكستان، من المستبعد أن باكستان ستذهب إلى تدهور العلاقات مع روسيا، على الرغم من حقيقة أن أوكرانيا تحاول إقامة اتصالات واتصالات مع باكستان، لأن الأخيرة تعتبر روسيا لاعباً مهماً في غرب ووسط وجنوب آسيا.