إسلام آباد – (رياليست عربي). اتفقت باكستان وأفغانستان على وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 48 ساعة بعد أيام من القتال العنيف والقصف المتبادل الذي أسفر عن مقتل أكثر من 12 مدنياً وإصابة أكثر من 100 شخص على طول الحدود المتوترة بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن الهدنة التي بدأت عند الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش الأربعاء تم التوصل إليها «بناءً على طلب كابول» لتخفيف التوترات بعد سلسلة من الاشتباكات الدامية. من جانبه، صرّح الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن الاتفاق جاء «بإلحاح من الجانب الباكستاني»، مؤكداً أن القوات الأفغانية تلقت أوامر بعدم إطلاق النار ما لم تُستهدف أولاً.
تصعيد خطير وغارات جوية
في وقت سابق الأربعاء، شنّت مقاتلات باكستانية غارات على محافظة قندهار الأفغانية، استهدفت بلدة سبين بولدك الحدودية، وفق مصادر رسمية في البلدين. وقالت السلطات الأفغانية إن القصف طال مناطق سكنية، فيما أكدت مصادر أمنية باكستانية أن الغارات استهدفت «كتيبة تابعة لطالبان»، وأدت إلى مقتل العشرات — وهي معلومات لم تُؤكد بعد.
وأفادت تقارير عن غارة ثانية في العاصمة كابول، من دون أن يتضح الهدف بدقة.
وذكر مركز الجراحة التابع لمنظمة “إيميرجنسي” في كابول أنه استقبل 40 مصاباً، بينهم خمسة قتلى جراء الانفجارات القريبة. وقال مدير المنظمة في أفغانستان ديجان بانيك إن المصابين يعانون من جروح شظايا وإصابات حادة وحروق.
تبادل الاتهامات عبر الحدود
تبادلت الحكومتان الاتهامات بشأن الجهة التي بدأت الهجوم. إذ قالت سلطات طالبان إن القصف الباكستاني على سبين بولدك أدى إلى مقتل أكثر من 12 مدنياً وإصابة نحو 100 آخرين، بينما نفت إسلام آباد ذلك، متهمةً «قوات طالبان» بإطلاق النار على منطقة شامان الباكستانية وإصابة أربعة مدنيين.
وفي الشمال، أعلن مسؤولون أمنيون أن اشتباكات في منطقة أوركزاي أسفرت عن مقتل ستة جنود من القوات شبه العسكرية وتسعة مسلحين.
كما أُغلقت عدة معابر حدودية رئيسية، ما أدى إلى تعطّل حركة التجارة واحتجاز شاحنات تحمل بضائع أساسية، في وقت تعتمد فيه أفغانستان بشكل كبير على الواردات الباكستانية من الغذاء والسلع الاستهلاكية.
مخاوف دولية من اتساع الصراع
أعربت قوى دولية كبرى عن قلقها من تصاعد العنف، إذ دعت الصين الجانبين إلى حماية مواطنيها واستثماراتها، وحثّت روسيا على ضبط النفس، بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن واشنطن «مستعدة للوساطة إذا طُلب منها».
وجاءت الاشتباكات في وقت كان وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي يزور الهند، حيث أعلنت نيودلهي نيتها إعادة فتح سفارتها في كابول، فيما قالت طالبان إنها سترسل دبلوماسيين إلى الهند — في خطوة قد تُعقّد التوازنات الإقليمية أكثر.
الهدنة الحالية تمنح استراحة قصيرة من القتال المتصاعد، لكن مراقبين يحذرون من أنها قد لا تصمد طويلاً ما لم تُعزَّز بجهود دبلوماسية مباشرة وآليات أمن حدودي أكثر صلابة بين إسلام آباد وكابول.






