طرابلس – (رياليست عربي): قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها، إن تأجيل الانتخابات في ليبيا كان متوقعاً على نطاق واسع، إلا أنه يثير أيضاً مخاوف من أن الأطراف السياسية قد تحاول مرة أخرى إفساد الانتخابات أو إلغاءها بالكامل.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية الانتخابات دخلت في حالة من الفوضى حيث اعترضت بعض الأطراف الليبية على توقيتها وقواعدها والأساس القانوني لها، مما زاد من مخاطر انتخابات متنازع عليها وكان من الممكن أن تغرق البلاد مرة أخرى في الحرب.
وبحسب الصحيفة فإن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات اقترحت موعداً جديداً في 24 يناير/ كانون الثاني القادم، رغم أن محللين قالوا إن هناك تأجيلاً آخر محتملاً لأن الأمر سيستغرق وقتاً لحل الخلافات التي لا تعد ولا تحصى حول العملية الانتخابية.
وأضافت إن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وقوى عالمية أخرى ضغطت على ليبيا لإجراء الانتخابات في موعدها بحجة أن التأجيل قد يؤدي أيضاً إلى الصراع، مبينة أن حوالي 2.5 مليون ليبي حصلوا على بطاقات التصويت وهم يرغبون في أن يكون لهم صوتهم من خلال الانتخابات.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز تسابق الزمن لنزع فتيل التوترات وتسهيل التأجيل السلمي للانتخابات، الذي يأتي وسط مخاوف متزايدة من مخاطر اندلاع اشتباكات بين المجموعات المسلحة.
وأوردت الصحيفة تحليلاً لمحللة الشؤون الليبية في مجموعة الأزمات الدولية في تصريح للصحيفة قالت كلوديا غازيني أكدت فيه “العودة إلى عقد الصفقات على مستوى النخبة ، بدلاً من العودة للاستماع إلى إرادة الشعب”.
وختمت وول ستريت تقريرها، بتسليط الضوء على ما قاله فضيل الأمين، المرشح الرئاسي والمدير السابق للمجلس الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في ليبيا، حيث أشار في معرض حديثه للصحيفة “إنهم يريدون إنهاء هذا المستنقع”، مضيفاً أن “أفضل سيناريو هو التأجيل لمدة شهرين كحد أقصى من أجل حل تلك المشكلات بدلاً من الخروج بحكومة جديدة ستبقى لفترة أطول”.
وفي سياق متصل أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، عن شعورها بالقلق حيال تأجيل الانتخابات الرئاسية في ليبيا التي كان من المفترض إجراؤها يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول.
وأضافت “بيربوك” في أعقاب لقاء مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن في برلين، إن “التأجيل كان يلوح في الأفق خلال الأسابيع الماضية، لكن ذلك لا يقلل منه كباعث على القلق”.
وأوضحت الوزيرة “يبدو أن هناك بعض الأمور القانونية التي لايزال يتعين توضيحها”، مشيرة إلى “التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة من أجل إيجاد هذا التوضيح سريعا وحتى يمكن إجراء الانتخابا”.
من جانبه أشار رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، إلى أنه يجب أن يتم استئناف عملية التشاور السياسي في ليبيا والحوار بين مختلف مراكز القوى وتحديد موعد جديد للانتخابات.
وأشار دراجي في تصريحات خلال المؤتمر الصحفي المعتاد بمناسبة نهاية العام في معرض تعليقه على الوضع في ليبيا “إيطاليا وأوروبا فعلتا كل شيء لمرافقة هذه العملية نحو الديمقراطية في ليبيا وستواصلان فعل كل شيء، فعدم النجاح في إجراء الانتخابات يأتي على خلفية تعقيدات مؤسسية ليبية”، وفقاً لما نقله موقع “ديكود 39” الإيطالي.