بكين – (رياليست عربي): وصل الممثل الخاص الصيني للشؤون الأوراسية لي هوى إلى موسكو، لمناقشة خيارات حل النزاع في أوكرانيا الآن مع نظرائه الروس.
وسبق أن زار كييف ووارسو وباريس وبرلين وبروكسل، لكن لم تحقق الجولة أي نتائج ملموسة حتى الآن، ومع ذلك، لم تعتمد بكين على تحقيق اختراق دبلوماسي فوري، حيث يعتقد الخبراء أن مشروع حفظ السلام في بكين يمثل بداية جيدة للمستقبل، حيث لن تتمكن جميع أطراف النزاع من تجنب المفاوضات.
فيما يتعلق بالمشاركة في حل الصراع الأوكراني، سخرت الصين لفترة طويلة، لكنها انطلقت بسرعة، إذ بذلت بكين كل جهد ممكن في السنة الأولى منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، لإبعاد نفسها عن الأزمة، فقد قدمت الصين في ربيع هذا العام خطة سلام من 12 نقطة، في أواخر أبريل، أجرى الرئيس شي جين بينغ أول مكالمة هاتفية له منذ بداية هذه الأحداث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ثم أعلن أن بكين سترسل ممثلها الخاص إلى كييف لحل الأزمة – سفير الصين السابق لدى روسيا لي هوي.
بالنسبة لروسيا، كان رد فعل موسكو بشكل عام إيجابياً على الوثيقة الصينية المكونة من 12 نقطة بشأن الصراع في أوكرانيا، على الرغم من أن بعضها يتعارض بشكل مباشر مع الموقف الروسي، بالتالي إن خطة جمهورية الصين الشعبية غامضة للغاية وتبدو أشبه بمجموعة من التمنيات الطيبة، لذلك لم تر موسكو أي سبب لعدم دعمها.
ومع ذلك، يعتقد معظم الخبراء أنه لا يوجد مجال للتسوية الآن ومن غير الواقعي توقع أي اختراق دبلوماسي في المرحلة الحالية.
لكن هذا لا يعني أن الصين ليست جادة بشأن الوساطة المحتملة في إرساء السلام أو أن رحلة لي هوي إلى أوكرانيا وأوروبا وروسيا ستذهب سدى بالضرورة، إن رحلة المبعوث الصيني لا تتعلق بتحقيق اختراق دبلوماسي فوري، وهو أقرب إلى المستحيل، ولكن للتحضير لسيناريو مستقبلي حتمي حيث يتعين على جميع الأطراف الجلوس والتحدث.
تود الصين نفسها أن تلعب دوراً رائداً في المفاوضات المستقبلية، وهو الأساس الذي تحاول بكين وضعه الآن، بعد النجاح الأخير في الوساطة بين إيران والسعودية، ستكون زيادة النفوذ الدبلوماسي لبكين في الاتجاه الأوكراني خطوة مهمة في تعزيز صورتها كقوة عالمية ووسيط.
بالتالي، إن دور صانع السلام لن يرضي فقط الجنوب العالمي، الذي رفض إلى حد كبير الانحياز إلى أي طرف في نزاع أوكرانيا، ولكنه سيفوز أيضاً بأصدقاء الصين في بعض الدول الأوروبية التي لا تريد أزمة طويلة الأمد في القارة، حيث تدرك الصين بوضوح أن هذا الصراع سيحدد مستقبل أوروبا، وتدرك بشكل صحيح بعض الاختلافات في الموقف تجاهها بين بولندا ودول البلطيق وألمانيا وفرنسا ودولة مثل المجر، بالتالي من الممكن أن يتوصل إلى اتفاق من خلال استغلال هذه الخلافات بين القوى الأوروبية.