تونس – (رياليست عربي): لم يتضح بشكل مباشر، حقيقة إنشاء حلف له إطار جديد بين تونس و الجزائر أمام المغرب، في ظل ما حدث منذ أيام عندما قام الرئيس التونسي قيس سعيد ضمن مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد8) الذي تنظمه تونس، باستقبال زعيم جبهة البوليساريو ورئيس ما يعرف بجمهورية الصحراء إبراهيم غالي، التي تعترف بها الجزائر في حين أن المملكة المغربية تعتبر جبهة انفصالية إرهابية وأن منطقة “الصحراء” أراض مغربية.
الاستقبال التونسي اعتبر بمثابة إعلان “عداء” من جانب تونس، وأنه تحالف مع الجارة “الجزائر” ضد الرباط بدعم من يسمون من جانب المغرب بـ”الانفصاليين”، الأمر الذي حمل احتجاجا رسميا من المغرب بعد استقبال زعيم جبهة بوليساريو الصحراوية في تونس العاصمة، وقبل ذلك، استدعى المغرب سفيره لدى تونس وألغى مشاركته في الندوة الدولية، فقامت تونس باستدعاء سفيرها لدى المغرب ردا على الخطوة التي اتخذتها الرباط.
مواجهة حامية دارت على مستويات سياسية وشعبية وإعلامية على خط “شمال إفريقيا” في هذا الصدد بدول تونس والجزائر في مواجهة المغرب، وكان هناك ردود على تلك المستويات تجاه المغرب، تستعجب ما قام به “سعيد” حتى لو كان استقبل من يسمون في المغرب بـ”انفصاليين”، في حين أن ملك المغرب محمد السادس على حد قول تلك المستويات، يقيم استقبالات فخمة سواء لملك إسبانيا أو رئيس الوزراء الإسباني عند زيارة الأراضي المغربية في حين أن إسبانيا تحتل مدينتين حتى الآن في قلب المغرب على ساحل البحر المتوسط وهما “سبتة” و”مليلية” وأن المملكة المغربية لا تقيم حتى حربا كلامية لاسترجاع مدنها المحتلة بمواطنين مغاربة من إسبانيا.
واستكملت الردود في هذا الصدد، بالقول :”لا يصح اتخاذ موقف من تونس على استقبال شخص تراه دول أخرى أنه انفصالي في حين أن هذه الدولة تستقبل المحتلين استقبال الفاتحين”، قاصدين علاقة المغرب بإسبانيا المحتلة لـ”سبتة” و”مليلية”.
وتابعت تلك الردود :”على ملك المغرب أن يحرر سبتة ومليلية من الأسبان ثم يبحث في أمر الصحراء والبوليساريو.. المدينتين أهم من الصحراء”.
وكانت قد اعتبرت الرباط أن استقبال إبراهيم غالي من جانب تونس للمشاركة في القمة الإفريقية اليابانية “عمل خطير وغير مسبوق يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي”.
ويدور منذ انتهاء الاستعمار الإسباني للصحراء الغربية نزاع حول مصيرها بين المغرب و بوليساريو المدعومة من الجزائر، وتصنف الأمم المتحدة الإقليم الصحراوي الشاسع من بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”، ويقترح المغرب منح الصحراء الغربية التي يسيطر على نحو 80 % من مساحتها حكما ذاتيا تحت سيادته فيما تسعى “بوليساريو” إلى جعلها دولة مستقلة.
سبتة هي مدينة مغربية تحت السيادة الإسبانية ذاتية الحكم ويعتبرها المغرب مدينة محتلة ولا يزال يطالب باسترجاعها، تقع مقابل لمضيق جبل طارق، ونفس الحال لمدينة “مليلية” التي تحيط بها الأراضي الريفية المغربية من كل الأطراف، وقد أصبحت المنطقتين منذ عام 1995 تتمتعان بصيغة للحكم الذاتي داخل إسبانيا بقرار البرلمان الإسباني عام 1995.
وتصف “سبتة” على أنها رأس الحربة لعملية دخول المسلمين على شبه جزيرة أيبيريا “إسبانيا والبرتغال” أو “الأندلس” في القرن الثامن، وحكمهم لها الذي استمر لمدة 800 عام، وأعيدت السيطرة الإسبانية على هذه المناطق لاحقا في حملة عسكرية لإخراج المسلمين من المنطقة التي أصبحت الآن إسبانيا والبرتغال والتي عرفت في الأدبيات الإسبانية باسم الاسترداد.