بغداد – (رياليست عربي): تصاعدت أحداث العراق وانتقلت من مرحلة التحذيرات إلى المواجهة المسلحة على الأرض، بين المحسوبين على التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، والإطار التنسيقي المتهم بالتحالف مع إيران.
وفي خطوة استباقية للتخلي عن اللغة السياسية وترك الأمور للفوضى المسلحة، أعلن الصدر اعتزاله الحياة السياسية في رسالة مفادها ترك الأمور للشارع بعد فشل حلحلة الأزمة القائمة بالجلسات الودية بين النخب، ودخل بعدها في إضراب عن الطعام بهدف رفع وتيرة الصدام لدى أنصاره.
الساعات العصيبة في العراق دفعت زعيم التيار الصدري للمطالبة صراحة بإبعاد كافة الأسماء السياسية التي شاركت بالحياة العامة بعد الغزو الأميركي وإسقاط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين، والدعوة التي أطلقها الزعيم الشيعي البارز عكست رغبته في رسم خارطة القوى السياسية الفاعلة وتجنيب الأسماء التي اعتادت طرح نفسها على الساحة السياسية، وفتح المجال لنخب جديدة ليست محسوبة على واشنطن أو طهران.
وكانت وكالة “رويترز” كشفت عن لقاء فجر الأزمة تم في الثامن من فبراير/ شباط، عندما زار القائد العسكري الإيراني البريجادير جنرال إسماعيل قاآني رجل الدين الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر في داره.
وبحسب أربعة مسؤولين عراقيين وإيرانيين مطلعين على تفاصيل المقابلة التي استغرقت نصف الساعة حينها بمدينة النجف، استقبل الصدر القائد الإيراني بجفاء واضح، كان يضع على كتفيه كوفية الجنوب العراقي بلونيها الأبيض والأسود ويضع عباءة بنيّة، في هيئة محلية متعمدة تتناقض مع الثياب السوداء بالكامل والعمامة الشيعية التي يعتمرها عادة في المناسبات العامة، وكان ملبس الصدر، حسبما قال المسؤولون، ينقل رسالة سياسية قومية خلاصتها: العراق، كدولة عربية ذات سيادة، سيشق طريقه بنفسه، دون تدخلات من جارته الفارسية، على الرغم من الروابط الطائفية بين البلدين.
تحدى الصدر القائد الإيراني بحسب أحد المسؤولين وقال “ما علاقة السياسة العراقية بكم؟… لا نريدكم أن تتدخلوا”.
وغمر مقتدى الصدر الشعور بالثقة، بعد سلسلة المكاسب السياسية التي حققها تحالفه العراقي الناشئ (إنقاذ وطن) أمام إيران وأنصارها العراقيين من الشيعة مثله لكنهم يرون طهران أفضل حليف للحفاظ على السلطة وكبح نفوذ متجاوز سواء من الغرب أو من دول عربية سنية خصوصا السعودية.