الرباط – (رياليست عربي): لم تكن أنباء وجود اتفاق بين تل أبيب والرباط، يرسل بمقتضاه من جانب المملكة المغربية، عمال بناء إلى إسرائيل، بمثابة تسريبات صحفية أو شائعات أو تنبئات تتعلق بما هو حول زيارة وزيرة داخلية إسرائيل إيليت شاكيد إلى المغرب مؤخراً، بل تم تأكيد ذلك ببيان رسمي من جانب تل أبيب لم يتم نفيه من جانب السلطات المغربية.
وأكدت مصادر مغربية مطلعة على أعمال شركات البناء والمقاولات في مدينة الدار البيضاء، في تصريحات خاصة، ما تم تناوله من جانب نشطاء سياسيين حول أن العمال المغاربة الذين سيتم استقدامهم رسمياً سيعملون في بناء المستوطنات الإسرائيلية على أراضي فلسطينية محتلة.
وأوضحت دوائر سياسية مطلعة في المغرب، أن اتفاقيات استقدام إسرائيل لعمال مغاربة، يتضمن أيضا استقدام من يعملون أيضاً في مجال التمريض لحاجة القطاع الطبي في إسرائيل لذلك، وأن تلك الاتفاقيات تأتي في ظل خطوط عريضة ، في سياق الزيارة غير المسبوقة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

وصاحب ذلك جدلاً كبيراً بين متابعين في الداخل المغربي على مواقع التواصل الأجتماعي، حول ذهاب عمال من أبناء وطنهم لبناء مستوطنين في إسرائيل التي لا يعترف بها أو يقبلها بعض أفراد الشعب، في حين رأى أخرون، أن إسرائيل لها دور في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي لحسم ملف “الصحراء” المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وأن الرباط يجب أن تستغل أي ورقة لصالح هذا الملف.
ودافع “مغاربة” عن موقف بلادهم في هذا الصدد، بالقول إن هناك فلسطينيين يقومون كـ”عمال” بناء ضمن شركات مقاولات إسرائيلية لبناء تلك المستوطنات على أراضيهم المحتلة، معلقين :”الفلسطينيين يشاركون في بناء المستوطنات الإسرائيلية فلماذا يتم اتهامنا بالخيانة؟!”.

ودخل على الخط في هذا الجدل، جزائريين هاجموا هذا الأمر، وصفوا ذلك بالتطبيع وخيانة للقضية الفلسطينية في وقت يتولى فيه ملك المغرب ما يعرف بـ”لجنة القدس” التي يترأسها العاهل المغربي، حيث تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في جدة عام 1975، وقد قرر المؤتمر العاشر المنعقد بمدينة فاس المغربية، إسناد رئاستها إلى العاهل المغربي السابق الملك الحسن الثاني ، ليترأسها بعد وفاته ابنه الملك محمد السادس،والهدف العام من اللجنة، حماية القدس من المخططات والمؤامرات الصهيونية و خطط تهويدها، كما ذكر في بيان التأسيس.
وكان المغرب استأنف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل أواخر عام 2020، في إطار اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المملكة على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو.
وكانت قد قالت وزارة الداخلية الإسرائيلية في بيان إن “شاكيد” اتفقت خلال لقائها مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على توقيع اتفاقية ثنائية لجلب عمال البناء والتمريض إلى إسرائيل، وأن الهدف هو بدء تجربة أولية في غضون شهر لاستقدام عمال التمريض وعمال البناء من المغرب إلى إسرائيل، إضافة إلى خلق روابط جديدة في مجالات التجارة والأمن والدفاع
وشاكيد هي رابع وزيرة إسرائيلية تزور المغرب منذ تطبيع البلدين علاقاتهما الدبلوماسية برعاية أمريكية أواخر العام 2020، ووقع الطرفان منذ ذلك الحين اتفاقات تعاون في عدة مجالات أمنية واقتصادية وثقافية ورياضية.