برلين – (رياليست عربي): حذرت جهات رسمية في ألمانيا من تعرض البلاد لخطر جديد يتمثل في اليمين العنيف، أو ما يصفونه باليمين المتطرف الميَّال لاستخدام العنف والاغتيالات، بعد أن سجل العامان السابقان زيادة قياسية في نسبة المنضمين لهذا الفكر، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة أعداد المتطرفين في ألمانيا، بمن فيهم أولئك المستعدون لاستخدام العنف، وقال رئيس الهيئة الاتحادية الألمانية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، توماس هالدنفانغ، إن مكاتب حماية الدستور سجلت زيادة في أعداد الأشخاص الذين يعتنقون أفكاراً يمينية متطرفة مجدداً في 2020.
اليوم هناك قلق كبير في ألمانيا من حدوث هجمات يقودها اليمين المتطرف مثل التخطيط لجريمة قتل، أو التعرض لحياة الأشخاص بإطلاق النيران في الشوارع، أو الهجوم على محطات الوقود، أو استهداف ضباط الشرطة والصحفيين.
وأشار تقرير حماية الدستور لعام 2020، الصادر حديثاً، إلى ارتفاع عدد الأشخاص المنتمين لليمين المتطرف بنسبة 3.8 بالمئة بمعدل 33 ألفاً و300 شخص، من بينهم 40 بالمئة عنيفون ومستعدون لاستخدام العنف ومؤيدون له، بينما وصل عدد اليمينيين المتطرفين المصنفين “خطر” في نهاية عام 2017 إلى أقل من 30 شخصاً.
في حين أن أوساط سياسية رأت أن سبب تنامي اليمين المتطرف يعود إلى وجود “حزب البديل من أجل ألمانيا”، كما يربط اليمين ملف الهجرة إلى ألمانيا منطلقاً لأهدافه المستقبلية، إضافة إلى أن توسع التنظيمات الإرهابية يزيد حصة “حركات اليمين المتطرف”، في إشارة إلى تبرم قطاع كبير من الألمان من الدخول المكثف للاجئين للبلاد منذ 2015، خاصة أن كثيراً من العمليات الإرهابية ظهر أن منفذيها من المهاجرين.
إلا أن الخطر الأكبر يكمن من مقدرة اليمين من اختراق أجهزة الأمن والتسلح وتنفيذ عمليات الذئاب المنفردة، إذ تبلغ أعداد ما يوصف بالأحزاب اليمينية المتطرفة 15 حزبًا وحركة، من بينهم حركة “بيغيدا”، وحركات “نسر الشمال”، و”مواطنو الريخ”، و”عصابات الذئاب البيضاء”.
الجدير بالذكر أن مصطلح اليمين المتطرف، مصطلحاً فضفاضاً في أوروبا، فهو يطلق بداية على جماعات سلمية تنادي بحماية الهوية الوطنية للدولة، والحد من تدفق المهاجرين إليها باعتبارهم يحملون ثقافاتهم، بما فيها العنيفة، وينشرونها بالداخل، وصولًا إلى حركات عنيفة تعتنق الفكر النازي، وكلاهما تعتبره حكومة ألمانيا خطرًا على ما تعتبره إرثها الديمقراطي.