طرابلس – (رياليست عربي): في ظل انشغال العالم بما يدور في ليبيا حالياً، ودوران عجلة التكهنات حول اسم الرئيس المنتظر، هناك من يتوقع فوز سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وهناك من يعتبر المشير خليفة حفتر قادر على حسم المنصب بدون عناء.
فيما تبقى الحظوظ معتبرة لوزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، ولا تقل عن الحظوظ المتوفرة لرئيس الحكومة المؤقتة والذي تمكن من خوض السباق، عبدالحميد الدبيبة.
وسط زحمة الأسماء المعروفة داخلياً وخارجياً وتتمتع بتاريخ يوفر لها سقف أمان للحصول على حد مقبول من الأصوات، يبقى المرشح الرئاسي مصدق حبرارة، لغزاً غامضاً في المعادلة الانتخابية برمتها.
مصدق حبرارة أصغر مرشحي الرئاسة ويطلق عليه عدة صفات مختلفة في الداخل الليبي، فالبعض يصفه بـ”الفتى الطائر” وآخرون يعتبرونه مرشح أمريكا لرئاسة ليبيا، ومؤخراً وصفه عمر القويري وزير الإعلام الأسبق بـ”ابن السفارات”.
تحذير عمر القويري، جاء في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” للرد على ما نشره “حبرارة” عن تواصله مع السفير الأمريكي لدى بلاده ريتشارد نورلاند، للتباحث حول الانتخابات المقبلة ومستقبل ليبيا.
وحبرارة هو المدير التنفيذي لما يسمى “التحالف الأمريكي – الليبي”، ومقرب من جماعة الإخوان المسلمين (المحظور في روسيا) وأحد أبرز داعمي شورى ثوار بنغازي.
وشكك الناشط الليبي أنيس بوجواري، من أن تعديل سن المرشح لانتخابات الرئاسة إلى 35 عاماً بدلاً من 40، ربما يكون تم تفصيله بضغوط أمريكية خصيصاً لفتح الطريق أمام المترشح مصدق حبرارة.
وكان مجلس النواب الليبي قد أعلن في 4 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، على لسان الناطق باسمه عبدالله بلحيق، أن المجلس وافق بالأغلبية على تعديل سن الترشح لرئاسة البلاد إلى 35 عاماً بدلاًعن 40 عاماً.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قدم حبرارة أوراق ترشحه للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات في طرابلس، ولم يلقَ ملفه أي طعون أو اعتراضات من الشرق أو الغرب الليبي.
حبرارة يقدم نفسه على أنه ناشط سياسي يقيم في الولايات المتحدة، محسوب على تيار جماعة الإخوان، ومؤيد للتواجد التركي في ليبيا وأعلن في عدة تصريحات صحفية سابقة له، دعمه الكامل للعلاقات التركية – الليبية، التي تعد تدخل اقتصادي وسياسي وعسكري، ومقرب بصورة جيدة من القيادي الإخواني المقيم في أمريكا عميش مميش.
كما أن مصدق حبرارة له مواقف معادية من الجيش الوطني الليبي والمشير خليفة حفتر، ويتبنى تحريك الدعاوى الجنائية ضده في واشنطن، وطالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بتعيين حاكم عسكري على مدينة بنغازي، وتسليم معسكرات الجيش الليبي في شرق البلاد، للقيادات العسكرية المحسوبة على طرابلس.
خاص وكالة رياليست.