الجزائر – (رياليست عربي): في الوقت الذي تشتعل الأحداث على الساحة السودانية وإثيوبيا وإرتيريا، تنتقل نيران القلاقل الأمنية والتوترات السياسية والعسكرية إلى الشمال الأفريقي، ممثلاً بالمغرب والجزائر.
في هذا السياق تخوفت وسائل إعلام أوروبية، من أن تتطور الخصومة المغربية – الجزائرية إلى صدام مسلح، لا سيما مع قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب.
جبهة البوليساريو المصنفة على اللائحة الحمراء بالنسبة للمغرب، قد تنتهز التوتر المغربي – الجزائري، حيث يمكنها أن تقف إلى جانب الجزائر في خصومتها الحالية مع المغرب، فالرباط هي عدو تاريخي لجبهة البوليساريو.
وفي حال إندلاع أية مواجهات بين الجزائر والمغرب، فإن شمال أفريقيا عموماً، والمناطق المطلة على الدولتين في البحر المتوسط ستتعرض للتهديد، وسيطالها خطر التوقف عن العمل أيضاً، فضلاً عن الانعكاسات الاقتصادية الكبيرة على البلدين بالتزامن مع بوادر أزمة اقتصادية عالمية، من ضمن ملامحها ارتفاع أسعار الوقود عالمياً.
يُضاف إلى ما سبق العلاقات المتقدمة مؤخراً بين المغرب وإسرائيل، وهذا ما تعتبره الجزائر خطاً أحمراً بالنسبة لثوابتها، وتهديداً لأمنها القومي قد يأتي بالإسرائيلي إلى الحدود الجزائرية عن طريق المغرب.
كما أن إندلاع أية مواجهات بين البلدين الشقيقين سيكون بمثابة مشكلة معقدة جديدة تُضاف إلى سلة العرب المليئة بالمشاكل والخصومات، إذ هناك ملف اليمن، وملف سوريا، وملف لبنان، فضلاً عن ملف السودان، والآن ملف الغرب العربي والصحراء العربية.
ومع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية في الجزائر خلال مارس/آذار المقبل (2022)، يُعتقد بأن المغرب ستقاطع تلك القمة، في حال لم يتم التوصل إلى تهدئة وإعادة للعلاقات بين المغرب والجزائر، وهو أيضاً ما سيضيف سبباً آخراً لعدم نجاح القمة، إذ أن هناك انقساماً عربياً بشأن دعوة سوريا إليها، إضافةً للمعضلة اللبنانية والتي أخذت بُعداً عربياً، يتمثل أيضاً بمقاطعة الرياض ومن معها للحكومة هناك.
خاص وكالة رياليست.