نيقوسيا – (رياليست عربي): شهدت العاصمة القبرصية نيقوسيا، جولة مشاورات سياسية مع مصر، برئاسة السفير د. بدر عبد العاطي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، والسفير “كورنيلوس كورنيلو” السكرتير الدائم لوزارة الخارجية القبرصية، وبحضور السفير عمرو حمزة، سفير جمهورية مصر العربية في قبرص، والسفيرة “كرستينا رافتي” مدير إدارة الشرق الأوسط بالخارجية القبرصية.
تناولت المشاورات مختلف أوجه العلاقات بين البلديّن وسُبل تطويرها، كما تم تبادل الآراء حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
أظهرت الجولة توافق الرؤى حول الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين الدولتيّن، كما شهدت توافقاً على مختلف الملفات المطروحة في ضوء المصالح المشتركة والعلاقات التاريخية والثقافية والحضارية التي تجمع شعبي البلديّن. وتم تناول ملفات التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان أيضاً، ووضع إطار شامل لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال القمة الثلاثية التي جمعت قادة الدول الثلاث في نيقوسيا في أكتوبر/تشرين الأول العام ٢٠٢٠.
تشاور الجانبان كذلك حول الملفات الهامة والقضايا الإقليمية المطروحة حالياً، حيث عبر الجانب القبرصي عن تقديره البالغ لدور مصر في وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما شهد الموقف المصري والقبرصي توافقاً فيما يتعلق بالتطورات في ليبيا وضرورة انعقاد الانتخابات في موعدها المقرر وأهمية خروج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات المسلحة هناك، هذه الملفات الحساسة هي مشتركة بين الجانبين لجهة أزمة شرق المتوسط، وحل المسألة الليبية أمراً هاماً لكل الأطراف المعنية فيه، ما يعني حل الأزمة الليبية سينعكس إيجاباً على الأطراف المعنية، بما يتعلق بالأطراف التي تريد الاستئثار بغاز المتوسط.
كما تم أيضاً عرض الرؤية المصرية فيما يخص ملف سد النهضة، حيث أبدى الجانب القبرصي تفهمه ودعمه للموقف المصري. وحرص الجانبان على تناول أوجه التعاون المتعلقة بملف الطاقة، حيث تم بحث أطر التعاون في منطقة شرق المتوسط وعلى رأسها منتدى غاز شرق المتوسط والربط الكهربائي.
من ناحية أخرى، عرض الجانب القبرصي أخر تطورات القضية القبرصية، حيث أعاد الجانب المصري التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم لإعادة توحيد قبرص في إطار احترام قرارات الأمم المتحدة، وهذا أمر أيضاً يُعتبر غاية في الأهمية، ما يعكس أهمية هذا التحالف بين الجانبين.
على هامش المشاورات، التقى السفير بدر عبد العاطي بكل من “ناتاشا بيليدو” الوزيرة المسؤولة عن ملف الطاقة والتجارة والصناعة بقبرص، والسفير “كيرياكوس كوروس” مدير مكتب الرئيس القبرصي.
إن الحراك المصري – القبرصي بالإضافة إلى اليونان، هو توحيد جبهة تشترك كما أشرنا في قضايا هامة، هذا التحالف سيعكس مدى قدرة هذه الدول وفي مقدمتها مصر على ضمان حقوقها البحرية وحماية أمنها القومي ضد أية أخطار محتملة، سواء كانت دولية أم إقليمية، وهي رسائل سيتلقفها المعنيون بحذر كامل.
خاص – وكالة “رياليست”.