أبو ظبي – (رياليست عربي): بالإضافة إلى قضية تبادل الأسرى، ناقش الوفد الأمريكي والأوكراني مع روسيا المسائل والتطورات الجديدة للصراع في أوكرانيا، والذي أدى إلى أزمة عالمية.
أهم النقاط
ناقشت الأطراف المجتمعة، مسألة تصدير الحبوب الأوكرانية، وإطلاق خط أنابيب للأمونيا، وفتح طرق للسوق العالمية للمنتجات الزراعية الروسية، وهذا من الناحية النظرية، كان من المفترض أن يتم حل كل هذا من خلال “مبادرة البحر الأسود” نفسها، لكن لم يتحقق شيء منها، فكانت المشاورات البديلة الآن في دولة الإمارات.
التهدئة
ما إن تم الكشف عن هذه المشاورات، حتى خفتت الضربات الروسية على منشآت الطاقة والبنى التحتية الأوكرانية، حتى يوم أمس، يعد استهداف المطارات الروسية، وهذا يؤكد بشكل غير مباشر فشل الجانب الأوكراني في التوصل إلى اتفاقات ومحاولة أخرى لتعطيل المفاوضات.
وفي السياق، تغير خطاب الولايات المتحدة وأوروبا إلى حد ما خلال هذا الوقت، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أن الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا في محاولتها استعادة الأراضي المفقودة منذ 24 فبراير، وهذا ينطبق على الشرط الأوكراني بمطالبها العودة إلى حدود عام 1991.
الذرائع الأوكرانية
أصبحت المحادثات حول رفع الحظر عن توريد الحبوب الروسية أكثر تواتراً، ومن المقرر أن يتم رفع العقوبات المفروضة على البنك الزراعي الروسي، لولا أنباء أن أول سفينة تحمل أسمدة روسية غادرت الميناء الهولندي متوجهة إلى إفريقيا، فإن مزاعم رقع الحظر عن البنك الزراعي كانت مجرد مماطلة من الأطراف الأخرى.
كما أن الجانب الأوكراني غير راضٍ عن إدخال سقف سعري بحد أقصى 60 دولاراً للبرميل، وبإصرار كبير يواصل الرئيس الأوكراني نقد هذا الأمر، طارحاً السعر المقبول للنفط الروسي هو 30 دولاراً، ليكون ذلك القشة الأخيرة، ولهذا السبب استأنفت أوكرانيا الهجمات النشطة على مواقع حيوية روسية، بالمقابل، من الواضح أن التصعيد لم يكن جزءاً من الخطط الأمريكية، على الأقل بتتبع تصريحات بايدن حول استعداده للتفاوض مع بوتين وماكرون رغبة في تهيئة الظروف الأمنية لروسيا.
استمرار الأزمة
لقد أدرك معظم الأطراف المنخرطة في الصراع جيداً، أنه لن ينتهي في المستقبل القريب وأنه من الضروري التفاوض حتى تعود عجلة الاقتصاد العالمي للدوران.
بالتالي، الأوضاع والتطورات الأخيرة تشير إلى أن الأفكار المتعلقة باستبعاد روسيا من الأسواق العالمية، إن لم تكن قد فشلت تماماً، فقد خضعت لمراجعة شاملة خلال الأشهر القليلة الماضية.
بدورها، تدرك روسيا جيداً أنه لم يعد من الممكن تصديق أقوال الغرب، وبالتالي فهي لا تقدم تنازلات، لعل أبرزها رفضها لتسليم محطة زابوروجي النووية لطرف ثالث، وتأكيدها على أنها الوحيدة القادرة على ضمان أمنها، ومن ثم سياسة الانتظار والترقب التي تتبعها أوبك + فيما يتعلق بسقف السعر المطروح للنفط الروسي، عوامل وإن بدت بعيدة المدى، لكنها تصب في صالح روسيا التي ستناور من خلالها بكل تأكيد.