بروكسل – (رياليست عربي): قام رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بمناوشات غائبة بشأن أوكرانيا، واتهم السياسيون بعضهم البعض بتجاوز صلاحياتهم، وقد أطلق على صراعهم اسم “الصراع الغريب على السلطة” في الاتحاد الأوروبي.
وانتقد ميشيل مبادرات السياسة الخارجية لأورسولا فون دير لاين، وأشار على سبيل المثال إلى اتفاقية الهجرة مع تونس، وتم الانتهاء منها في يوليو من هذا العام، وبحسب السياسي، فقد وقتعها رئيس المفوضية الأوروبية مع رئيسي وزراء هولندا وإيطاليا مارك روته وجورجيا ميلوني.
لكن مجلس الاتحاد الأوروبي، كما يزعم رئيس المجلس الأوروبي، «بقي على الهامش»، ووصفت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أريانا بوديستا تصريح ميشيل بأنه كاذب جزئيا ورفضت جميع الاتهامات.
ووفقاً لها، فإن المفوضية الأوروبية تتفاوض بشأن اتفاق مع تونس منذ بداية يونيو/حزيران الماضي، وأبلغت سفراء الدول الأعضاء مرارا وتكرارا بالنقاط المهمة وسير المفاوضات. وشدد بوديستا على أن “المفوضية الأوروبية تتمتع بالدعم السياسي الكامل من المجلس الأوروبي، بما في ذلك في استنتاجاتها الصادرة في يوليو 2023، وتحرز تقدماً عملياً وفعالاً في مكافحة الهجرة غير الشرعية”.
وفي المقابل، فإن المفوضية الأوروبية “منزعجة من التصريحات المتعلقة بالانضمام الوشيك لأوكرانيا، وقبل ذلك بوقت قصير، قال ميشيل للصحفيين الألمان إن كييف، إذا تم استيفاء جميع الشروط المطلوبة، يمكنها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2030، وقال إن أوكرانيا، لتحقيق هذه الغاية، تحتاج إلى “القيام بواجبها”.
كما أن ميشيل نفسه يتجاوز سلطته من خلال عرض على كييف إمكانية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030، ووفقاً لصحيفة فايننشال تايمز، فإن الاتحاد الأوروبي سوف يضطر إلى إنفاق 186 مليار يورو على أوكرانيا إذا انضم إليه.
كما تفاجأ مكتب فون دير لاين بنقاط أخرى في مقابلة شارل ميشيل، على سبيل المثال، حول دوره الشخصي في مكافحة الوباء وفرض العقوبات على روسيا، وتعتقد المفوضية الأوروبية أن رئيس المجلس الأوروبي لم يشارك في هذا العمل على الإطلاق.
وتعد المفوضية الأوروبية بدورها الهيئة التنفيذية الرئيسية للاتحاد الأوروبي، فهي تقترح البرامج والقوانين السياسية، كما أنها مسؤولة عن تنفيذ القوانين التي يعتمدها البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي، وعلى وجه الخصوص، تحمي المفوضية الأوروبية وتضمن احترام مصالح الاتحاد الأوروبي بأكمله، وليس مصالح الدول الأعضاء بشكل فردي.
وبشكل عام، يمكن تشبيه المفوضية الأوروبية بالحكومة الأوروبية، حيث تشبه مهام المفوضين الأوروبيين مهام الوزراء في الدول الأخرى.
بالتالي، إن اتهامات رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بتجاوز صلاحياتها في السياسة الخارجية تشير إلى انقسام في الاتحاد الأوروبي، حيث يحاول كل سياسي أوروبي الترويج لأجندته بطريقة أو بأخرى، وذلك يشير إلى عدم التنسيق في اتخاذ القرارات السياسية وعدم وجود موقف مشترك في بروكسل بشأن حل بعض القضايا.