نور سلطان – (رياليست عربي): لا ينتظر كثيرون أية نتائج إيجابية من الجولة 17 في أستانا حول الملف السوري، حيث بدأت المعارضة بالتصعيد ضد الحكومة السورية قبل التوجه الى العاصمة الكازاخية، مما يوحي بأن النوايا المبيتة ستجعل من تلك الاجتماعات مجرد تضييع للوقت بحسب البعض.
في هذه الاجتماعات لن تكون هناك لقاءات مباشرة بين وفدي الحكومة والمعارضة، على غرار الجولات السابقة، وسيتم التركيز على ملفات خروقات التهدئة، وضرورة وقف النار في الشمال الغربي لسورية، وإيصال المساعدات الإنسانية، وملف التنظيمات الانفصالية في إشارة لقسد.
تأتي جولة المفاوضات الحالية مع حراك إقليمي ودولي ملحوظ، هو باتجاه الحكومة السورية بشكل أكبر، بالتزامن مع طرح خطة المبعوث الدولي غير بيدرسون خطوة بخطوة والتي أثارت سخط المعارضة واعتبرتها محاولة للالتفاف عليها بغية إعادة تعويم الحكومة السورية دولياً وفق رأيهم.
خطة بيدرسون تتطابق مع ما حصل خلال الفترة السابقة، بداية من الأردن فمصر حيث مشروع الغاز والكهرباء عبر سوريا، إلى الدعوات الجزائرية والمصرية والعراقية لإعادة سوريا للجامعة، ثم زيارة وزير الخارجية الإماراتي لدمشق، لقد كان ذلك خطوات مقدمة سلفاً لدمشق، بانتظار خطوة من الأخيرة، وعلى مايبدو فإن الخطوة التي ينتظرها فريق عربي ترأسه الرياض وآخر دولي تتزعمه واشنطن كانت متعلقة بإيران وتقليص تواجدها وهو ما لم ولن يحصل وفقاً لمصادر سورية مطلعة، مما يفسر التصريحات العدائية الأخيرة للمعلمي ضد سوريا و قبلها تصريحات أمريكية لا تشجع الغرب على التطبيع مع دمشق، والدليل بأن التصريحات السعودية اقتصرت عند مندوبها ولم ترقى لتصل إلى خارجيتها أو قيادتها أي ترك الباب مفتوحاً لدمشق فيما لو أرادت أن تخطو خطوة نحو الأمام.
ما سبق يجعل الخيارات مفتوحة، تجاه حل الأزمة السورية لكنها قطعاً لن تكون عبر أستانا، بل عبر القوى الدولية والإقليمية الفاعلة وهذا ما قصده بيدرسون عندما قال: الحل ليس بيد السوريين وحدهم.
خاص وكالة رياليست.