موسكو – (رياليست عربي): على ضوء قرار وزير الدفاع الأمريكي (لويد أوستن) بتمديد تواجد مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تضمن القرار إبقاء حاملتي الطائرات في المنطقة لفترة زمنية غير محددة، وهما حاملة الطائرات (يو إس إس ثيودور روزفلت) التي كانت هناك منذ أشهر، وحاملة الطائرات (يو إس إس أبراهام لينكولن) التي وصلت مؤخراً إلى منطقة الشرق الأوسط أيضاً:
- أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الوضع الدراماتيكي الحالي (المتوتر للغاية) في منطقة الشرق الأوسط، ناتج إلى حد كبير عن رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الحفاظ على نفوذها المهيمن في دول منطقة الشرق الأوسط.
- واتهمت وزارة الخارجية الروسية الأمريكيين بالترويج لنهج المواجهة الهادف إلى خلق خطوط تقسيم مصطنعة في المنطقة، وكذلك لإنشاء تحالفات مناهضة لإيران بما يخدم المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة.
- وقالت المتحدثة الرسمية للوزارة (ماريا زاخاروفا): إن رغبة واشنطن في احتكار دور الوساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والحفاظ على الوضع الراهن وتعزيز السلام الإقتصادي، مع تجاهل القضايا الأساسية للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد لهذه المشكلة التي طال أمدها، هي كلها أسباب مجتمعة أدت في النهاية إلى هذا التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
- وأشارت زاخاروفا إلى أن الأسباب الجذرية للتصعيد الخطير الحالي في الشرق الأوسط ترتبط بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدةً أن هذا الأمر قد تسبب حالياً في تدهور حاد للوضع العسكري والسياسي في جميع أنحاء المنطقة، خاصة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية ومرتفعات الجولان السورية المحتلة والبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
- وختمت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية تصريحاتها بأن المواجهة بين إسرائيل وإيران قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق، مشددةً على أن منطقة الشرق الأوسط قد وصلت إلى نقطة خطيرة وحرجة للغاية على الصعيدين الأمني والعسكري بسبب التصعيد غير المنضبط، الذي قد يؤدي إلى حرب كبرى ستكون مدمرة لدول المنطقة، وستسبب الضرر لبقية دول الإقليم.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- يرى العديد من المراقبين و المحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف الوضع السياسي والأمني والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتطوراته اللوجيستية أمنياً وعسكرياً، مثل الخبير العسكري والأمني الروسي (إيغور سوبوتين) أن القيادة السياسية الروسية في الكرملين الروسي ومعها أيضاً خبراء وزارة الخارجية الروسية يعلمون جدياً، أن إسرائيل ولبنان قد وجدا نفسيهما من جديد هذا الصيف على شفا أعمال قتالية واسعة النطاق.
- ويعتقد الخبير الروسي سوبوتين أن السبب في هذا التصعيد وفقاً للمعلومات الأمنية والإستخباراتية التي حصلت عليها وزارة الخارجية الروسية هو الجولة الأخيرة من الغارات التي نفذتها طائرات إسرائيلية ليلة 25 أغسطس الجاري 2024 على جنوب لبنان، حيث تدعي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) أنها قررت أخذ زمام المبادرة بعد تلقي إسرائيل تقارير إستخباراتية تفيد بأن منظمة (حزب الله) اللبناني تعتزم تنفيذ قصف عنيف على المناطق الشمالية والوسطى من الدولة اليهودية. بينما قال مسؤولو (حزب الله) من جانبهم أن قوات الحزب قد تمكنت من استكمال المرحلة الأولى من العملية ضد إسرائيل، رداً على القتل الممنهج لكبار قياداته، بما في ذلك اغتيال أحد قادة جناحه المسلح (فؤاد شكر) الذي قضى بغارة جوية إسرائيلية.
- ويؤكد خبراء وزارة الخارجية الروسية من الذين التقى معهم الخبير (إيغور سوبوتين) أنه رغم التصعيد في الشمال، فقد أرسلت إسرائيل وفداً إلى مصر للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن في غزة، وأن موسكو كانت على علم بزيارة الوفد الإسرائيلي، علماً بان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سارع إلى التحذير من أن فتح جبهة جديدة في لبنان ستترتب عليه عواقب أمنية جديدة، حيث يخشى الجانبان الروسي والمصري على حد سواء، أن الوضع الراكد في قطاع غزة وعدم اليقين الإستراتيجي المحيط بالضربات الإيرانية المتوقعة، كلها ظروف سياسية ستمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي (بن يمين نتنياهو) الوقت الثمين الذي يحتاجه حالياً، لشن حملة برية عبر الحدود اللبنانية.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.