موسكو – (رياليست عربي): فيما يتعلق بموقف زعيم صرب البوسنة (ميلوراد دوديك) من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فقد أكد بأن الدول الغربية المعادية للشعبين الروسي والصربي كانت تخطط لتقسيم روسيا إلى خمسة مناطق مختلفة من أجل التحكم بها وحديثه وإعجابه بشخصية الرئيس فلاديمير بوتين بسبب قدرته على إفشال هذا المخطط المعادي للروس والصرب وتطور مستوى الشراكة الإستراتيجية بين الزعيم دوديك والرئيس بوتين بعد تقدير الأخير للموقف السياسي الذي اتخذه الزعيم الصربي برفضه عقوبات عواصم الغرب ضدَّ موسكو مما أدى لتنامي الثقة السياسية والتنسيق الأمني والعسكري بين موسكو وبانيالوكا لتنسيق موقفهما في البلقان.
وعلى ضوء تأكيد رئيس صرب البوسنة (ميلوراد دوديك)، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أدرك مبكراً كافة مخططات الغرب التي تحاك ضدَّ روسيا، ولذلك فقد اتخذ زمام المبادرة بما يصب في المصالح الوطنية لروسيا:
- أعلن (ميلوراد دوديك)، في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية (تاس) على هامش منتدى سان بطرسبورغ الإقتصادي الدولي 2024، أن الغرب ابتكر خطة لتقسيم روسيا إلى 5 أجزاء، ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تمكن بحنكته ومعرفته السياسية من فهم تلك التوجهات الغربية، حيث تولى زمام المبادرة في النضال من أجل المصالح الوطنية لبلاده.
- وأضاف (ميلوراد دوديك) أنه قبل 20 عاماً، كان الغرب يتمرن بكل بساطة في دولة يوغوسلافيا، كي يتمكن بعد سنواتٍ من فعل الشيء نفسه في روسيا، حيث كانوا يريدون الإقتراب من حدود روسيا قدر الإمكان، وأرادوا إحتلال أوكرانيا بالكامل من أجل تقسيم روسيا في مراحل لاحقة، لقد تمَّ وضع المخطط الغربي لتقسيم روسيا إلى 5 أجزاء، وقد تدربوا على القيام بذلك في أجزاء كثيرة من العالم.
- ويعتقد (ميلوراد دوديك) أن الرئيس بوتين أدرك على الفور كل هذه الإتجاهات ووقف كرأس حربة النضال الروسي من أجل الدفاع عن مصالح الدولة الوطنية الروسية، ولذلك فإن فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصبح الثروة الوطنية لروسيا الإتحادية وللشعب الروسي بأكمله.
- وخلص رئيس صرب البوسنة إلى أن الهدف الرئيسي للغرب، وأوروبا، التي ليس عندها موارد على الإطلاق، لا غاز ولا نفط ولا معادن ثمينة ، ولا حتى قادة سياسيين أو عسكريين أو أمنيين، هو الإستيلاء على الموارد التي تمتلكها روسيا، ولا شيء آخر سوى ذلك الهدف.
آراء المراقبين و المحللين و الخبراء في مراكز الدراسات السياسية و الإستراتيجية الروسية والعالمية:
- يرى العديد من المراقبين و المحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف دول البلقان مثل دول الإتحاد اليوغسلافي السابق، وعلى رأسها صربسكا أو (مقاطعة صرب البوسنة) مثل الخبير العالمي الصربي (بيركو ماتوفيتش)، أن الوضع في البلقان يغلي على نار هادئة وقد ينفجر بسرعة.
- ويضيف الخبير العالمي أن هذا الأمر كان متوقعاً عاجلاً أم آجلاً منذ أن توالت رحلات رئيس صرب البوسنة إلى روسيا، والتي كانت تمثل نوعاً من التحدي للغرب الذي فرض عقوبات على العديد من هياكل مقاطعة صربسكا وعلى (ميلوراد دوديك) شخصياً بعبارات مفادها أن الأخير يقوم بــــــ(تقويض سيادة القانون والعدالة والسلام) والذي تم تحقيقهم بشق الأنفس في البوسنة والهرسك.
- ويضيف الخبير العالمي أن زعيم صرب البوسنة (ميلوراد دوديك) أعلن مراراً وتكراراً أن مقاطعة صربسكا تقف على الحياد فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، ولكنها لا توافق على المشاركة فيما اعتبره الهستيريا المناهضة لروسيا، كما صرح بأنه لا يقبل سياسة التبعية التي يفرضها الغرب عندما يتعلق الأمر بالعقوبات ضد روسيا الإتحادية، وهي تصريحات دفعت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليقول سابقاً إنه ومن خلال الحكم على تصرفات (ميلوراد دوديك) ضمن الساحة الخارجية وكذلك في السياسة الداخلية، سيكون من الواضح أنه يتبع المسار السياسي لفلاديمير بوتين.
- لذلك فقد بدأت السلطات المركزية في البوسنة والهرسك تحاول حالياً بكل الطرق الممكنة تهدئة الخلافات مع شركائها الغربيين، معلنةً أن البلاد لا يمكن أن تكون محايدة بشأن مسألة الحرب في أوكرانيا، وأنها تقف إلى جانب بقية العالم ضدَّ روسيا، باستثناء حكومة صرب البوسنة في (بانيالوكا)، والتي ما زالت مصرةً على موقفها الحيادي، ومصرةً على أن لا تكون خنجراً غربياً في خاصرة موسكو، وهو الموقف السياسي الذي يقدره الرئيس بوتين كثيراً للزعيم الصربي (ميلوراد دوديك).
- لهذا السبب، يعتقد أن سياسة روسيا الإتحادية التي دعمت أبناء الشعب الصربي قد نجحت حالياً في حصد ثمارها، لأنه لا يمكن أن يكون هناك أي مفاوضات وسط معارضة الصرب في صربسكـــــــــــــــــا.
- ولذلك، يؤكد الخبير السياسي العالمي الأوروبي البوسني ذو الأصول الكرواتية، الخبير السياسي والأمني (دراغان بورساش) أن غالبية السكان العظمى في صربسكا (كيان صرب البوسنة) سيبقون هم من المؤيدين للزعيم المحلي (ميلوراد دوديك) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بغض النظر عن البيانات التي صدرت من الإتحاد الأوروبي ومن السفارة الأمريكية في كيان البوسنة والهرسك خلال أبريل الماضي.
- ويرجح الخبير بورساش أن كل ما يحدث حالياً في البلقان، ينضوي تحت إعلان زعيم صرب البوسنة (ميلوراد دوديك) أن البوسنة والهرسك يجب أن تتقدم بطلب للإنضمام إلى مجموعة (بريكس)، كبديلٍ لها عن الإتحاد الأوروبي، وذلك نظراً للشروط الجديدة وغير الواضحة للإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي والتي تظهر دائماً من بروكسل، مشيراً بأنه متأكد من قبول البوسنة والهرسك لتصبح إحدى أعضاء منظمة (بريكس) في المستقبل القريب، إلى جانب غيرها من الدول التي أسست مجموعة (بريكس) وكذلك الدول الستة التي انضمت حديثاً.
- ويرى الخبير البوسني أن الزعيم الصربي (ميلوراد دوديك) يدعم كل هذه الخطوات نظراً لأنه يواجه علاقة مضطربة للغاية مع الإتحاد الأوروبي منذ سنوات، حيث أعرب الزعيم الصربي عن ذلك مراراً وتكراراً ضمن خطابه الإنفصالي المتطرف، وإثارته للمشاعر القومية عندما هدد بتشكيل جيش صربي إنفصالي، ولذلك فقد خضع حالياً للعقوبات الأمريكية بتهمة تقويض المؤسسات البوسنية وتهديد سلامة أراضي البلاد، خاصةً وأن (ميلوراد دوديك) وخلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حافظ على علاقة وثيقة مع الكرملين الروسي، حيث منحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلى وسام بسبب موقفه السياسي والأمني والعسكري، وهي الخطوة التي انتقدها المسؤولون في الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها نالت إعجاب الشعب الصربي الذي يعتبر (ميلوراد دوديك) شخصية وطنية وقومية تقاتل ضدَّ الدول الغربية لمصلحة الصرب وأصدقائهم وحلفائهم التقليديين مثل الروس الذي يعتبرون الشعب الصربي حليفاً إستراتيجياً للشعب الروسي.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.