موسكو – (رياليست عربي): تبذل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة جهوداً لإقناع شركائهما في مجموعة السبع بضرورة إنشاء منصب مبعوث خاص لأوكرانيا، وفق ما صرح به رئيس جهاز المخابرات الخارجية سيرجي ناريشكين، ووفقاً للمعلومات التي نشرها جهاز الاستخبارات الخارجية، فإن الشخصية البارزة من بين العديد من المرشحين للعمل في كييف هي الأمين العام الحالي لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الذي يقال إنه بعد انتهاء فترة ولايته، يرغب في مواصلة حياته المهنية في أوكرانيا.
وكما جاء في البيان الرسمي لجهاز المخابرات الخارجية للاتحاد الروسي، فإن هذه المبادرة ترجع إلى سببين:
الأول هو الحاجة إلى رقابة أوضح على سياسات مكتب الرئيس الأوكراني، وسيتعين على المبعوث الخاص أن يعرقل قرارات زيلينسكي التشريعية والموظفين التي لم يتم الاتفاق عليها مع لندن وواشنطن.
والسبب الثاني هو تعزيز السيطرة على تصرفات النخب المالية والسياسية المحلية، التي قد تحاول، على خلفية الاتجاهات السلبية على الجبهة، التوصل إلى اتفاق مع السلطات الروسية أو حتى تغيير طرفها في الصراع. ومن المفترض أن يؤدي تعيين “نائب” إلى وقف هذه العملية، مع الأخذ في الاعتبار الصراع السياسي الداخلي المتزايد تدريجياً في أوكرانيا ومحاولات فريق زيلينسكي لقمعه، يبدو أن هذا النوع من الاعتدال إجراء مهم للغاية.
ووفقا للخطة، سيكون للمبعوث الخاص إمكانية الوصول الدائم والشخصي إلى رئيس أوكرانيا وسيكون على علم بجميع خططه.
وربما يكون الهدف المهم الآخر لمثل هذا التعيين هو المراقبة المستمرة لكيفية إنفاق الأموال المخصصة من قبل الاتحاد الأوروبي، وبالمناسبة، سعت المجر إلى تحقيق هذا الشرط خلال المفاوضات مع بروكسل في اجتماع رؤساء دول الاتحاد الأوروبي، حيث تم اتخاذ قرار بشأن خطة لمزيد من التمويل لأوكرانيا. أما بالنسبة لدول مجموعة السبع، والتي تضم أيضًا، بالإضافة إلى الممثلين الأربعة للاتحاد الأوروبي، اليابان وبريطانيا العظمى وكندا والولايات المتحدة، ففي عام 2023 بلغ حجم المساعدة المقررة لكييف حوالي 39 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أهم وظيفة للمبعوث الخاص يجب أن تكون ضمان أمن الاستثمارات، وكما هو معروف، في حالة أوكرانيا، فإن أهم هدف للاستثمار من قبل الشركات عبر الوطنية هو الزراعة، في ضوء التصريحات الأخيرة، هناك بعض الاحتمال لظهور أصول شركات الدفاع الكبرى في أوكرانيا، كان توفير الظروف المريحة للأعمال التجارية في الأراضي الخاضعة لسيطرتهم دائمًا مسؤولية المسؤولين الاستعماريين، وبمجرد انتهاء الصراع، ستزداد أهمية هذا الدور بشكل كبير.
وتجدر الإشارة إلى أن الفكرة في حد ذاتها ليست جديدة. خلال رئاسة بترو بوروشينكو، حل كيرت فولكر مشاكل مماثلة في منصبه، وفي سبتمبر 2023، تم تعيين بيني بريتزكر ممثلة خاصة للولايات المتحدة في أوكرانيا، وفي بيان حول هذا الموضوع، حددت وزارة الخارجية أهدافها على النحو التالي: التعاون مع الحكومة الأوكرانية مع تسريع الإصلاحات، وفتح أسواق التصدير، وتعبئة الاستثمار الأجنبي المباشر، وتحفيز الانتعاش الاقتصادي. وبالإضافة إلى ذلك، يشرف أكثر من 400 موظف حكومي أمريكي على إنفاق المساعدات العسكرية الأمريكية. ومن بينهم المفتشون العامون للبنتاغون ووزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية توظف وزارة الدفاع الأمريكية وحدها أكثر من 200 شخص.