واشنطن – (رياليست عربي): يحاول الأمريكيون، المصالحة بين إسرائيل والسعودية، للقيام بذلك، سيتعين على البيت الأبيض تغيير نهج حلفائه الرئيسيين في الشرق الأوسط، في حين تنتظر إسرائيل تفويضاً مطلقاً لاستخدام القوة ضد البنية التحتية النووية لطهران، بينما وتريد الرياض تنازلات كبيرة في مسألة شراء الأسلحة الأمريكية.
ومع ذلك، في هذه الحالة، قد تحاول الولايات المتحدة حمل المملكة على رفض التعاون الثنائي مع روسيا في إطار أوبك +، بالتالي، إلى أي مدى يهدد هذا التقارب في المنطقة مصالح الاتحاد الروسي في الشرق الأوسط؟
إن البيت الأبيض يريد بذل جهد للتوصل إلى اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل في الأشهر الستة إلى السبعة المقبلة، قبل أن تحتل الحملة الانتخابية المكانة الرئيسية على جدول أعمال الولايات المتحدة، وتعتقد واشنطن أن انفراجة في تطبيع العلاقات بين البلدين الشرق أوسطيين ستتحقق قبل نهاية هذا العام، لذا ستُبذل جهود كبيرة.
متطلبات المملكة
تريد الرياض الوصول إلى أنظمة الأسلحة الأمريكية المتقدمة والحصول على ذخيرة للقوات الجوية، في البداية، زودت واشنطن الرياض بهذه الذخائر، ولكن بعد انتقال إدارة بايدن إلى البيت الأبيض، تم تعليق الإمدادات بسبب مشاركة المملكة الشرق أوسطية في الصراع اليمني.
بالإضافة إلى ذلك، تريد الرياض أن تدعمها واشنطن في تطوير برنامجها النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، مثل هذه الخطط من قبل المملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، تقلق إسرائيل.
إذا قررت الدولتان الشرق أوسطيتان عقد صفقة، فسيتم إعطاء مكانة خاصة فيها للقضية الفلسطينية، صرحت المملكة مراراً أن تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية ممكن فقط إذا أمكن تحقيق تسوية بين إسرائيل وفلسطين.
كما أن مثل هذا الاتفاق بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية يمكن أن يكون اختراقاً تاريخياً للسلام في الشرق الأوسط، ويؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل في تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية الأخرى أو مع الدول ذات الأغلبية الإسلامية، على حد قول الولايات المتحدة والسعودية، أي عودة العلاقات إلى المسار الصحيح.
بالتالي، إن الولايات المتحدة تدفع إسرائيل والسعودية لإقامة علاقات رسمية ونوع من التحالف العسكري الاستراتيجي في الشرق الأوسط لفترة طويلة جداً، ويمكنهما فعل ذلك إلى أجل غير مسمى.
بالإضافة إلى ذلك، يريد الأمريكيون تقليص المسافة في إدارة حليفيهم الاستراتيجيين في المنطقة، بالنسبة لكل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية، تعتبر الولايات المتحدة مانحاً رئيسياً في المجمع الصناعي العسكري، بالتالي، إذا تمكنت إسرائيل من إنتاج أنظمة أسلحتها المتطورة، فلن يستطيع السعوديون ذلك.
في أمريكا بدأت تظهر الآن ملامح معينة للمشروع الذي تم تطويره في واشنطن حول التقارب بين إسرائيل والسعودية، حيث أن المعلومات التي ظهرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية مفادها أن نتنياهو مطالب بإلغاء الإصلاح القانوني الفاضح بشكل دائم وبدء مفاوضات مع فلسطين من أجل إعطاء حافز للرياض.
لكن إذا غيرت السعودية موقفها من القضية الفلسطينية وذهبت إلى التقارب مع إسرائيل، فإن آفاقها على الأقل في الاتجاه العربي والإسلامي العام ستدمر بالكامل، يمكن للمملكة في هذه الحالة أن تستفيد من تحالف استراتيجي فيما يتعلق بالشرق الأوسط، حيث لطالما اعتبرت المملكة العربية السعودية وإسرائيل الخصمين الرئيسيين لإيران.
وفي ضوء التطبيع الأخير للعلاقات بين الرياض وطهران، فإن السؤال الكبير هو كم تحتاج الرياض للتضحية بهاتين المنطقتين من أجل مواجهة إيران؟
ومع ذلك، قد تتخذ المملكة العربية السعودية خطوات معينة نحو التقارب مع إسرائيل إذا تم استيفاء شروط المملكة، التي تطرحها على الولايات المتحدة، أولاً، سعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفترة طويلة لإبرام معاهدة عسكرية مع واشنطن، على غرار معاهدة الناتو، بشأن التفضيلات التي يتمتع بها أعضاء الحلف.
والثاني، تقدم المملكة عدة مطالب لواشنطن، الأول هو زيادة التفضيلات في التعاون الدفاعي، والثاني هو قرار دعم البرنامج النووي، والثالث هو تشديد الموقف من البرنامج النووي في إيران.
ومع ذلك، فإن السؤال الأخير في ضوء التطبيع يختفي أيضاً، في الوقت نفسه، الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن بعض مواقفها بشأن متطلبات السعودية إذا رفضت الرياض التعاون الثنائي مع روسيا في إطار أوبك + لتنظيم أسعار النفط العالمية، هذا لن يكون مربحاً لكل من روسيا والمملكة العربية السعودية، لأنه لا توجد تفضيلات في مجال شراء الأسلحة والتقنيات الدفاعية يمكن أن تعوض الخسائر من دولارات النفط المفقودة.
بالتالي، من الواضح أن التقارب بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل ليس من مصلحة روسيا في الشرق الأوسط، لأن المصالح الاقتصادية قد تتضرر لأن الولايات المتحدة ستطالب بخفض كثافة وحجم التعاون مع روسيا في قطاع النفط، وقد تكون هناك مشاكل فيما يتعلق بسوريا. إذا غيرت الرياض مسارها فجأة نحو طهران ودمشق، فقد تبدأ جولة جديدة من تصعيد العنف في سوريا، وسيكون هذا عبئاً إضافياً على الاتحاد الروسي.
خلاصة القول، من غير المرجح أن ينجح الأمريكيون، لكن الوضع الحالي يشكل تهديداً لمصالح روسيا، ومن المهم أن تأخذ موسكو في الاعتبار المخاطر والتهديدات المحتملة وأن تبدأ بالفعل في العمل مع شركاء الشرق الأوسط لمنع مثل هذا التصعيد.