القاهرة – (رياليست عربي): غادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، العاصمة المصرية “القاهرة” متوجهاً إلى الكونغو في إطار جولته الأفريقية، بعد الزيارة الرسمية المثمرة التي تميزت بروح الصداقة والود مع المصريين والعرب.
والتقى وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية، خلال وجوده في القاهرة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ونظيره سامح شكري، كما استقبله السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووجه كلمة لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين المتواجد بالقاهرة، حملت ملامح دبلوماسية روسيا تجاه الإقليم، مؤكداً خلالها أن الصداقة بين موسكو والعرب قائمة على روح التعاون والود.
وحظيت زيارة لافروف إلى القاهرة بحفاوة على المستويين الرسمي والشعبي، بطريقة عكست مدى التعاون السياسي والاقتصادي على مستوى القيادة، والعلاقات الأخوية على المستوى الشعبي، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي منشورات مرحبة بزيارة الوزير الروسي قارنت بين طريقة الحديث الأميركي تجاه المنطقة التي تتسم بالتعالي والعجرفة، والخطاب الروسي القائم على الاحترام المتبادل.
من جانبه أكد السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع سيرجي لافروف، جاء في إطار استمرار التشاور بين الرئيس وكبار المسئولين والزعماء والرؤساء الشركاء الدوليين لمصر في كافة المجالات.
وأضاف السفير بسام راضي، أن لافروف نقل للرئيس رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تضمنت عدة نقاط هامة منها التأكيد على استراتيجية العلاقات بين مصر وروسيا الاتحادية واستمرار التعاون المثمر بين البلدين خاصة في إطار الإستثمارات والمشروعات الضخمة التي يقوم بها الجانب الروسي في مصر سواء إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس والنقل وغيرها من المشروعات الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين في كافة القطاعات.
دبلوماسياً، أكد سامح شكري وزير الخارجية المصري، أن المباحثات مع نظيره الروسي تطرق لملفات هامة، مشيرا إلى أن العلاقات بين القاهرة وموسكو مهمة على كافة الأصعدة، وأوضح أن مصر تتطلع للتنسيق المشترك بين البلدين في إطار القانون الدولي وهي العناصر التي ترتكز عليها العلاقات المشتركة بين مصر وروسيا.
على صعيد الأزمة الأوكرانية، قال شكري أن مصر أكدت على ضرورة التوصل لتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، وأوضح أن الأزمة أثرت على بلاده فيما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقة والتضخم وكلها أمور يجب العمل على تجنبها.
هذا وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أجرى أبو الغيط مباحثات موسعة مع الوزير الروسي والوفد المرافق له تناولت كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ حيث تمت مناقشة مستجدات التعاون الثنائي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين، وكذا مذكرة التعاون لإنشاء منتدى التعاون العربي الروسي الذي تعقد دورته السادسة عندما تتوافر الظروف المناسبة.
فيما كشفت مصادر مطلعة أن لافروف طرح فكرة عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، بعيداً عن الكاميرات التي رصدت اللقاء مع المندوبين العرب، بهدف تقريب وجهات النظر والتمهيد لاحتمالية مشاركة دمشق في القمة المقبلة على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة، وبعدها على مستوى القادة في الجزائر.
وتزامنت مناقشة لافروف لمسألة عضوية سوريا المجمدة مع المندوبين العرب، مع وصول وزير الخارجية والمغتربين الجزائري، رمطان لعمامرة، إلى مطار دمشق قادماً من العراق في مؤشر على ترتيبات جزائرية لمشاركة بشار الأسد في القمة العربية على مستوى القادة العرب التي تستضيفها بلاده.
خاص وكالة رياليست.