القدس – (رياليست عربي): استمر القتال البري في قطاع غزة بين إسرائيل وقوات حماس لعدة أيام، لكن القتال حتى الآن محدود ولا يوجد حديث عن تدخل كامل للجيش الإسرائيلي في القطاع، ويعزو الخبراء ذلك إلى مخاوف قيادة الجيش الإسرائيلي من تكبد ليس فقط تكاليف تتعلق بالسمعة، ولكن أيضاً خسائر كبيرة بين الأفراد، وبالإضافة إلى ذلك، فإن حياة الرهائن الذين تحتجزهم حماس معرضة للخطر.
ووسعت إسرائيل نطاق مناوراتها البرية في قطاع غزة منذ 27 أكتوبر الماضي. وفي الوقت نفسه، لم يتوقف الجيش الإسرائيلي عن شن هجمات واسعة النطاق على مناطق الجيب بمساعدة الطيران.
وبشكل أو بآخر، لا يوجد حديث حتى الآن عن بدء تدخل بري واسع النطاق في قطاع غزة، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن الجيش الإسرائيلي علق خططه للقيام بعملية برية واسعة النطاق وقرر أن يقتصر على عمليات توغل صغيرة، ويُزعم أن القرار اتخذ بعد مفاوضات بين الجانب الإسرائيلي ورئيس البنتاغون لويد أوستن.
كما دعا دانييل هاغاري مرة أخرى سكان الجزء الشمالي من قطاع غزة إلى الانتقال بشكل عاجل إلى الجزء الجنوبي من القطاع، وأكد أن هذا الإجراء مؤقت، وبعد انتهاء العملية العسكرية ضد حماس سيتمكن السكان من العودة إلى منازلهم.
وفي المجمل، استمرت هجمات الجيش الإسرائيلي لمدة خمسة أيام تقريباً وهي محدودة بطبيعتها: مجموعات صغيرة من الوحدات، مدعومة بمركبات مدرعة، تتوغل في شمال شرق القطاع، حيث تشتبك مع كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
بالنسبة لرد الفعل الدولي، الوقت الحالي، هناك كارثة إنسانية حقيقية في قطاع غزة، حيث أن الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات الضرورية هي معبر رفح على الحدود مع مصر. وفي وقت سابق، فتحت القاهرة ممرا لإمدادات الغذاء والدواء.
وتوجه الآلاف من سكان الجيب جنوبا إلى مراكز اللاجئين. وتحذر المنظمات الدولية من أن الأمراض الجلدية بدأت تنتشر بين النازحين، وأن المساعدات المقدمة غير كافية على الإطلاق.
وأضاف: “لقد حذر الجانب الروسي مرارا وتكرارا من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة والتي ستؤثر سلبا على جميع أطراف النزاع وتؤدي إلى تدهور حاد في الوضع الإنساني، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم أكثر”. “وضع السكان المدنيين في غزة”، جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الروسية حول الوضع في قطاع غزة.
الآن، هناك طريقتان فيما يتعلق بالعمليات البرية، وفقاً للأول، تفرض إسرائيل سيطرتها على الجزء الشمالي من القطاع، وتحميه من حماس، وبالتالي تخلق حاجزاً أمنياً، أما النهج الثاني فهو فرض السيطرة الكاملة على القطاع لتطهير البنية التحتية الكاملة لحماس والمنظمات الأخرى”.
بالتالي، إن إسرائيل لن تكون قادرة على تنفيذ العملية بسرعة باستخدام النهجين الأول والثاني، حيث يوجد في معظم أنحاء غزة أنفاق، والمداخل المؤدية إلى القطاع مليئة بالألغام بشكل جيد، وبهذا المعنى، لن يكون من الممكن المضي قدمًا بسرعة كبيرة، علاوة على ذلك، كلما طال أمد بقاء إسرائيل هناك، زاد احتمال فتح جبهات جديدة أو ممارسة ضغط عسكري على إسرائيل.
بالنتيجة، يمكن أن تؤدي العملية البرية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في صفوف أفراد الجيش الإسرائيلي، وهذا بدوره يمكن أن يضر بطموحات نتنياهو السياسية.