القدس – (رياليست عربي): بعد الهجوم على مستشفى في غزة، تجري مسيرات مناهضة لإسرائيل في دول الشرق الأوسط، مما يزيد من درجة الضغط الشعبي على حكومات الدول الإسلامية، وتثير الدول والمناطق تساؤلات حول أساليب الحرب في قطاع غزة، ويقول الخبراء إن وقوع المزيد من الحوادث المماثلة لن يؤدي إلا إلى زيادة مستوى التوتر في المنطقة، وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل حشد دعم الغرب ووعدت بتقديم الأدلة على عدم تورطها في الحادث.
وقد أثارت المأساة التي وقعت في غزة، حيث تم تدمير مستشفى نتيجة لهجوم صاروخي، ردود فعل واسعة النطاق في الشرق الأوسط، وتشهد دول المنطقة احتجاجات مناهضة لإسرائيل، كما أعربت الحكومات التي اتخذت مواقف محايدة نسبيا عن مخاوفها بشأن الاتجاه الذي تتطور فيه الحرب في إسرائيل، وعقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً طارئاً في جدة، ناقش فيه ممثلوها الوضع في غزة. ويطالب عدد من الدول بإدانة إسرائيل بسبب هجماتها على البنية التحتية المدنية، رغم أن الولايات المتحدة وإسرائيل نفسها تقولان إن لديهما أدلة على مسؤولية حماس.
وكانت ضربة 17 أكتوبر/تشرين الأول على المستشفى الأهلي، والتي أسفرت عن مقتل عدة مئات من الأشخاص، حدثا غير جدول رحلة عمل بايدن إلى الشرق الأوسط. وكان من المقرر في البداية أن يتوجه الرئيس الأمريكي، بعد المفاوضات مع القيادة الإسرائيلية، إلى عمان (الأردن) ، حيث كان من المقرر لقاءات مع ملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيسي فلسطين محمود عباس ومصر عبد الفتاح السيسي.
ووسط الهجوم على المستشفى والرد الدولي على الهجوم، قال البيت الأبيض إن بايدن قرر “تأجيل رحلته”، لكن الأردن ذكر أن قرار إلغاء الزيارة اتخذته عمان بعد مشاورات مع فلسطين ومصر والولايات المتحدة، وعلق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على قرار السلطات قائلاً: “الآن لا جدوى من الحديث عن أي شيء آخر غير إنهاء الحرب”.
يشار إلى أن نتنياهو لم يذكر قط حادثة مستشفى غزة في كلمته الافتتاحية، وقال بايدن إنه يشعر “بحزن عميق وغضب شديد” بسبب الهجوم على المنشأة الطبية ، وأنه “تم من قبل الجانب الآخر”، كما تتهم إسرائيل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية (ثاني أكبر حركة عسكرية سياسية في قطاع غزة) بالمسؤولية عن الحادث.
وتعهد بايدن، خلال زيارة إلى تل أبيب، بدعم إسرائيل “اليوم وغداً ودائماً”.
وكان لقصف أحد المستشفيات في قطاع غزة تأثير سلبي على جهود الدبلوماسية الأمريكية لإقناع الدول الأخرى باتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن كيفية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل إن الولايات المتحدة سعت إلى تعزيز أو حتى تغيير مواقف دول منطقة الشرق الأوسط، كما أن زيارة بايدن خصصت إلى حد كبير لهذه المهمة، لكنها باءت هذه المحاولة من قبل واشنطن بالفشل.
وستظل الولايات المتحدة، بالطبع، تحاول قدر الإمكان تغيير مواقف دول المنطقة لصالحها، ولكن، في رأيي، فإن الأحداث الأخيرة، وخاصة الهجوم على مستشفى في قطاع غزة، يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوجهات المعادية لإسرائيل، وبالتالي المعادية لأمريكا في العالم الإسلامي.
بالتالي، إن الهجوم على المستشفى في غزة، كما يتبين من ردود أفعال الدول المختلفة، يصحح الوضع إلى حد ما، وتصبح لهجة التصريحات أكثر حدة، ووصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الحادث بأنه إبادة جماعية، وقال عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الكويتي سالم عبد الله آل خليفة: “هجمات النظام الصهيوني على غزة يجب أن تتوقف فوراً، ومن الضروري البدء في إرسال المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة المضطهد والمحاصر”.