الدوحة – (رياليست عربي): دور جديد لإمارة قطر، في أحد أكثر المناطق توتراً في العالم، وذلك بتوكيل الولايات المتحدة للدوحة، بأن تدير مصالحها في كابول.
يأتي ذلك بعد أن كونت قطر التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية على أراضيها، أدوات لها في كابول عاصمة البلد المتوتر منذ عقود، حيث استضافت الدوحة المفاوضات بين واشنطن وطالبان التي أفضت إلى اتفاق فبراير 2020 الذي نص على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وكان دورها الأخير ظاهرياً، كونها اللاعب الأساسي في الدبلوماسية وعمليات الإجلاء مع إسدال الولايات المتحدة الستار على وجودها العسكري في أفغانستان الذي استمر 20 عاماً.

ووضح ذلك عندما مر حوالى نصف الغربيين والأفغان المتحالفين مع الغرب الذين تم إجلاؤهم مع الانسحاب الأمريكي وعددهم بالمجموع 124 ألفاً عبر الدوحة، وقبل ذلك ومنذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، نقلت الولايات المتحدة عمليات سفارتها في كابول إلى قطر.
أرسلت قطر 15 رحلة شارتر إلى أفغانستان منذ انتصار حركة طالبان وعرضت، إلى جانب تركيا، تأهيل مطار كابول.
وكانت قد أعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها ستقيم بعثة مصالح في أفغانستان تديرها قطر لإحداث خط مباشر لمساعدة الرعايا الأمريكيين والتواصل مع طالبان بعدما أغلقت واشنطن سفارتها في كابول إثر استيلاء الحركة على السلطة، مما يشكل مكسباً دبلوماسياً لقطر التي تعتبر حليفة أساسية للولايات المتحدة في الشأن الأفغاني.
وتزامن ذلك مع توقيع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن اتفاقاً يرسخ دور قطر كقوة حماية لمصالح الولايات المتحدة في أفغانستان”، حيث ستؤسس الإمارة الخليجية قسماً لرعاية المصالح الأميركية في سفارتها في كابول.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أغلقت واشنطن سفارتها في كابول، التي كانت من بين أكبر بعثاتها الدبلوماسية في العالم، في أغسطس/ آب بعدما اتضح أن الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت مدعومة من الغرب توشك على الانهيار، ليدمر الدبلوماسيون المواد الحساسة وينزلوا العلم.
ورغم حكم طالبان المتطرف بين العامين 1996 و2001 وخوض الحركة حرباً ضد واشنطن استمرت سنوات، أبدى المسؤولون الأمريكيون تفاؤلاً حذراً بإمكان التعامل مع طالبان، وأشاروا إلى أن عناصرها يطبقون بالمجمل تعهداتها بشأن السماح للناس بمغادرة البلاد.
لكن الولايات المتحدة استبعدت أي اعتراف فوري بنظام الحركة أو إعادة فتح سفارتها في كابول، مشيرة إلى أنها تفضل الانتظار لمعرفة إن كانت طالبان ستلتزم بتعهداتها في قضايا أخرى بينها طريقة تعاملها مع النساء ومنع القاعدة من التأسيس لعملياتها في أفغانستان.