الخرطوم – (رياليست عربي): كشفت أزمة قاعدة فلامنغو العسكرية الروسية على شواطئ البحر الأحمر فى السودان، مدى تورط الولايات المتحدة الأميركية فى ممارسة ضغوطات على الجانب السوداني بهدف عرقلة تنفيذ الاتفاق المبرم بين موسكو وحكومة الرئيس السابق عمر البشير.
وشهدت الأيام الماضية تراشق اتهامات بين موسكو وواشنطن، على خلفية تحذيرات السفير الأميركي لدى السودان، من الموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر مطالباً بعزل روسيا دولياً.
وكان سفير الولايات المتحدة لدى الخرطوم، جون تي جودفري، وجه مؤخراً تحذيرات إلى الحكومة السودانية من تداعيات محتملة في حال سمحت بإقامة منشأة عسكرية روسية على البحر الأحمر شرقي البلاد.
وقال جودفري، إن بلاده تابعت تقارير إخبارية تكشف عن سعي روسيا إلى تنفيذ اتفاقية سابقة مع الرئيس السوداني السابق عمر البشير في عام 2017 لإقامة منشأة بحرية في بورتسودان.
وتابع زاعماً، من المهم أن نقول إن العزلة الدولية حول روسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتزايد حالياً بسبب الهجوم غير المبرر لأوكرانيا”.
وفي تحذير يعكس عقلية الإدارة الأميركية التي تتعامل مع الدول الحلفاء بلغة التهديدات وفرض العقوبات بهدف تمرير سياستها، قال سفيرها بالخرطوم: إذا قررت حكومة السودان المضي قدماً في إقامة هذه المنشأة أو إعادة التفاوض حولها سيكون ذلك ضاراً بمصالح السودان، وأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى مزيد من عزلة السودان في وقت يريد معظم السودانيين أن يصبحوا أكثر قرباً من المجتمع الدولي.
من جانبها ردت سفارة روسيا لدى السودان، على تصريحات سفير واشنطن التى وصفتها بـ”السخيفة”.
وجاء في تعليق السفارة الروسية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك”: إن السفير الأميركي المعين حديثاً والذي وصل مؤخراً إلى الخرطوم، وهو يعوض عن سطحية معرفته بالسودان بمصادر مشبوهة، قرر أن يتطرق إلى العلاقات الروسية – السودانية.
مصادر سودانية أكدت فى سياق تعليقها على تصريحات السفير الأميركي، إن سياسة واشنطن المتعجرفة مع الحلفاء واستغلال الحالة الاقتصادية والسياسية للدول بهدف فرض أجندتها، باتت من الأمور المزعجة في العالم أجمع، وطالبت بضرورة الحرص على تنوع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للخروج من بيت الطاعة الأميركي.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقرّ في نوفمبر 2021، إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان يمكنها استقبال السفن التي تعمل بالطاقة النووية. ووقتئذ نشرت موسكو مسودة اتفاق مع الخرطوم تسمح لها بتأسيس مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان يستوعب ما يبلغ 300 جندي وموظف، ويمكن أن يستوعب سفنا مزودة بتجهيزات نووية.
وجاء في المسودة أن القاعدة الروسية في السودان، ستلبي أهداف الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، ولن تستخدم في مواجهة الدول الأخرى.