طوكيو – (رياليست عربي). عقد قادة الأحزاب الثلاثة الرئيسية في المعارضة اليابانية اجتماعاً في طوكيو يوم الأربعاء بهدف الاتفاق على مرشح مشترك لرئاسة الوزراء لمواجهة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم (LDP)، لكن المباحثات انتهت دون تحقيق اختراق سياسي.
وقال يوئيتشيرو تاماكي، زعيم الحزب الديمقراطي الشعبي (DPP)، إنّ «خلافات جوهرية» ما زالت قائمة بين أحزاب المعارضة حول قضايا الدفاع الوطني ومستقبل الطاقة النووية، مضيفاً:
«شعرت أن هناك فجوات حقيقية بيننا».
وأوضح تاماكي أن هذه الفجوات تمنع حتى الآن تشكيل جبهة معارضة متماسكة، في وقت تسعى فيه الأحزاب لعرقلة ساناي تاكايتشي، زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي المنتخبة حديثاً، من نيل ثقة البرلمان لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان.
انهيار الائتلاف الحاكم وأزمة الغالبية
دخلت اليابان مرحلة من الغموض السياسي الأسبوع الماضي بعد أن أعلن حزب كوميتو، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم منذ أكثر من عقدين، انسحابه من التحالف، ما أفقد الحزب الليبرالي الديمقراطي أغلبيته في مجلسي البرلمان.
وباتت أحزاب المعارضة الثلاثة الكبرى تمتلك معاً عدداً من المقاعد يفوق ما لدى الحزب الحاكم، في أخطر تحدٍ لهيمنته السياسية منذ عام 2009، حين تمكّنت المعارضة مؤقتاً من تولي السلطة.
وكانت تاكايتشي قد خلفت شيغيرو إيشيبا على رأس الحزب مطلع الشهر الحالي بعد نتائج انتخابية ضعيفة. ورغم أن إيشيبا لا يزال يشغل منصب رئيس الوزراء بالوكالة، فإن الحزب الحاكم يسعى لتثبيت تاكايتشي رسمياً في تصويت برلماني متوقّع الثلاثاء المقبل.
لكن وسائل الإعلام اليابانية أشارت إلى أن نواب المعارضة يطالبون بتأجيل التصويت لإتاحة مزيد من الوقت للتفاوض على تشكيل أغلبية بديلة.
فرصة نادرة لتوحيد المعارضة
وصف يوشيهيكو نودا، زعيم الحزب الديمقراطي الدستوري الياباني (CDP) — وهو أكبر أحزاب المعارضة — اللحظة الحالية بأنها «فرصة لا تتكرر إلا مرة كل عقد لتغيير الحكومة».
وعلى الرغم من الخلافات السياسية، سعت تاكايتشي إلى استمالة خصومها المحتملين، فعقدت لقاءات منفصلة مع تاماكي وهيروفومي يوشيمورا، زعيم حزب الابتكار الياباني.
وقالت تاكايتشي بعد لقائها بتاماكي:
«سواء في مجالات الدبلوماسية أو الأمن أو الطاقة أو الاقتصاد، أعتقد أننا نتشارك في كثير من القيم. أردت أن أؤكد رغبتي في التعاون في مختلف المجالات».
كما اجتمعت تاكايتشي بيوشيمورا، واتفق الطرفان على بدء مشاورات لتشكيل ائتلاف حكومي جديد — خطوة قد تعيد رسم المشهد السياسي الياباني بعد نحو سبعين عاماً من هيمنة شبه متواصلة للحزب الليبرالي الديمقراطي.






