القاهرة – (رياليست عربي): تطورات العلاقات المصرية – القطرية خلال الأيام الماضية بشكل لافت، وتخطى البلدين عقبة المقاطعة بمرونة سياسية ملحوظة، في ظل تبادل التصريحات الودية بطريقة مغايرة لما كانت عليه العلاقات قبل سنوات.
الصورة التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في فعاليات قمة المناخ التي عقدت في غلاسكو الشهر الجاري، عبرت عن طمأنة الزعيمين لتطور العلاقات وتبريد الأزمات الساخنة التي ظلت عالقة بين القاهرة والدوحة، صحيح أنهما التقيا سابقاً في العراق لكن الحفاوة في اللقاء الأخير، فوتت الفرصة على المتشككين في تصحيح مسار العلاقات.
تبلور التوافق وانتهت جلسات استشكاف النوايا الدبلوماسية على العكس من نظيرتها التي تجريها مصر مع تركيا، الإثنين الماضي، سلم سفير القاهرة الجديد لدي الدوحة السفير عمرو الشربيني، أوراق اعتماده رسمياً لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد، في إشارة على استئناف عمل البعثة الدبلوماسية بكامل طاقتها بعدما ظلت تسير فوق حقل ألغام منذ أزمة المقاطعة منتصف العام 2017.
وطلب الأمير تميم بن حمد من سفير القاهرة، نقل تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، “مثمناً التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين”.
كما نقل سفير القاهرة، خلال اللقاء، تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الأمير تميم، مشيراً إلى أن ما تمثله المرحلة الراهنة من مرحلة جديدة في علاقات البلدين وما تعبر عنه من رغبة مشتركة للمضي قُدماً بتلك العلاقات نحو مزيد من التعاون المشترك على أساس المصالح المتبادلة.
ويرى مراقبون للمنطقة أن التوافق المصري – القطري، جاء عقب فوز الرئيس الأمريكي (الديمقراطي) جوزيف بايدن، خلفاً لسلفه دونالد ترامب، لكون الإدارة الديمقراطية منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، تفضل التعاون مع الدوحة في الملفات الإقليمية، ويمتلكها هواجس تجاه النظام الإماراتي، وعلى ما يبدو أن البيت الأبيض فضل العودة لخيار الاعتماد على قطر في ملفات شائكة بالمنطقة وظهر ذلك جلياً في التنسيق بينهما بملف الأزمة الأفغانية.
أيضاً مصر بالرغم من بعض التوترات بين القاهرة وواشنطن، لكن الأخيرة على قناعة بأهمية مصر إقليمياً خصوصاً في الملف الفلسطيني والليبي والسوداني، ونظراً لقناعة إدارة بايدن بهذا الدور، تدفع بقوة لتوأمة سياسية مشتركة بين القاهرة والدوحة، بهدف تعويض الدور الإماراتي الغائب، وهو ما يفسر لحد كبير سر حرص الولايات المتحدة على عقد حوار استراتيجي مع الدوحة بعد انتهاء الحوار المصري الذي ترأسه وزيرا خارجية البلدين أنتوني بلينكن ونظيره سامح شكري.
خاص وكالة رياليست.