بيساو – (رياليست عربي): أنهى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولته الأفريقية في غينيا بيساو، البلد الذي لم تطأ أقدام قادة فرنسا قدمها من قبل، تمر مستعمرة البرتغال السابقة بفترة صعبة من الفوضى السياسية وصراع النخبة، وترى سلطات البلاد دعماً جديداً في فرنسا، حيث كانت غينيا بيساو منذ فترة طويلة فقط في ضواحي فلك النفوذ.
أعد رئيس غينيا بيساو، أومارو سيسوكو إمبالو بعناية لزيارة ماكرون، في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، دعاه إلى البلاد لأول مرة، وفي الطريق من المطار، قدم حشوداً من الغينيين المبتهجين لالتقاط صورة جميلة.
بعد محاولة انقلاب فاشلة العام الماضي وحل البرلمان في مايو/ أيار، يحاول إمبالو بكل طريقة ممكنة إثبات شرعية سلطته على المسرح العالمي، وفي وقت سابق، ليس من دون مساعدة فرنسا، تحدث رئيس السنغال ماكي سال علناً لدعم إمبالو، والآن يريد رئيس غينيا بيساو رؤيته.
بالنسبة لماكرون، هذه الزيارة هي فرصة لزيادة نفوذه في بلد لم يكن لديه في السابق مشاعر مؤيدة لفرنسا، كما أن وجود رئيس يمكن السيطرة عليه على رأس مجموعة إيكواس المرتبط كلياً بفرنسا هو مزيج ممتاز لتعزيز المبادرات الجديدة في المنطقة، لقد طرح الرئيس إمبالو بالفعل واحدة، تقترح إنشاء نوع من القوى الإقليمية “المناهضة للانقلاب”.
وقد أعلن إيمانويل ماكرون على الفور دخول فرنسا إلى غينيا بيساو بذريعة مكافحة الإرهاب من خلال “تدريب وتجهيز ومرافقة الجيش وليس استبداله”، مع الإشارة إلى أن غينيا بيساو هي مركز أفريقي لتهريب المخدرات من البرازيل إلى أوروبا، ومنها تعهد ماكرون فقط “بمساعدة البلاد في مكافحة تهريب المخدرات”، لكن تعزيز مكانة فرنسا والتقديم المحتمل لوحدة محدودة يمكن أن يكون محاولة لتهريب المخدرات بمليارات الدولارات بموجب سيطرته.
وواصل ماكرون” توعية “الأفارقة بالتهديد الروسي، على خلفية رحلة إمبالو القادمة إلى مالي، حيث اعتمد رئيس فرنسا على قصص حول “جرائم الشركة العسكرية الروسية الخاصة”، وانتقد إمبالو علناً العملية الخاصة للقوات المسلحة الروسية رداً على ذلك، لم ينضم قادة الكاميرون وبنين إلى الخطاب المعادي لروسيا.
للإطباق على غينيا بيساو جيداً، قرر ماكرون تأجيج المشاعر المؤيدة للفرنسيين في غينيا بيساو على أساس الميزانية والمستهدفة، ووعد بتقديم مساعدة مالية للبلاد بقيمة 3 ملايين يورو، وتدريب 15 مهندساً زراعياً، وبناء مدرسة للغة الفرنسية ومرافق رياضية.