واشنطن – (رياليست عربي): كان اهتمام الولايات المتحدة بأوروبا يتضاءل طيلة السنوات الثلاثين الماضية، ولن تغير الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني هذا الاتجاه، طبقاً لما كتبت حوله صحيفة بوليتيكو.
“لا داعي للقلق بشأن رئاسة الولايات المتحدة بقدر ما تقلق بشأن الكيفية التي قد تتمكن بها أوروبا من اختراقها بمفردها على مسرح عالمي خطير، والحقيقة غير السارة هي أن الاهتمام الأميركي بأوروبا ظل في تراجع على مدى السنوات الثلاثين الماضية، ومن غير المرجح أن يعيد أي من المرشحين ذروة العلاقات عبر الأطلسي التي كانت سائدة في أوائل التسعينيات”.
وتضيف الصحيفة مقارنة بين المرشحين للرئاسة الأميركية، أن فوز الديموقراطية كامالا هاريس في الانتخابات سيكون أكثر فائدة للدول الأوروبية من عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كما تشير بوليتيكو إلى أن عدم استعداد هاريس لسياسة القوة وعدم رغبتها في تحمل المخاطر يؤدي إلى تنفير العديد من الأمريكيين، لأنه في عهد هاريس، ستواصل واشنطن دعم كييف، لكنها في النهاية ستدفع أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق مع روسيا، وقد يحدث هذا في المستقبل غير البعيد.
وتضيف الصحيفة أن الفجوة في المؤشرات الاقتصادية لصالح واشنطن تؤثر سلباً أيضاً على العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وبهذا المعنى، كان الرئيس الحالي جو بايدن آخر رئيس أميركي أدرك أهمية أوروبا، لكنه حتى أعطى الأولوية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في سياسته.
وفي وقت سابق، في 30 أكتوبر/تشرين الأول، أشارت صحيفة بوليتيكو إلى أن بعض المسؤولين والدبلوماسيين الأوروبيين يعبرون عن دعم ضمني لترامب في السباق الرئاسي الأمريكي، وأشار أحدهم، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن عودة ترامب ستكون بمثابة “صدمة مرحب بها” من شأنها أن تسمح للاتحاد الأوروبي بالمضي قدماً، على غرار الوباء أو أزمة الطاقة التي أعقبت اندلاع الصراع العسكري في أوكرانيا.
قبل ذلك، في 22 أكتوبر، ذكرت صحيفة بوليتيكو أن الاتحاد الأوروبي يستعد لحرب تجارية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات، وأشار أحد محاوري الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي كان لديه الوقت للاستعداد، وبالتالي فإن أوروبا تغيرت كثيرا. تجدر الإشارة إلى أن الزعماء الأوروبيين متفقون على أنه كلما كان الرد أكثر صرامة، كلما تم جلب ترامب إلى طاولة المفاوضات بشكل أسرع، حسبما قال دبلوماسيون ومسؤولون كبار للصحيفة.
في 30 أكتوبر/تشرين الأول، ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أنه قبل أسبوع من يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أدلى أكثر من 50 مليون أمريكي بأصواتهم بالفعل. وفي الوقت نفسه، أصبح من المعروف أن ترامب كان يضيق الفجوة بسرعة مع منافسته هاريس من الحزب الديمقراطي قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية. وفي الوقت نفسه، يتقدم الجمهوريون في معظم الولايات الرئيسية.