باريس – (رياليست عربي): إن حزب التجمع الوطني، الذي فاز بانتخابات البرلمان الأوروبي الفرنسية، بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، لديه كل الفرص لزيادة تمثيله بشكل كبير في الجمعية الوطنية بعد نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، والسؤال هو ما إذا كان الحزب قادراً على تأمين الأغلبية البرلمانية، والقوة السياسية واثقة من النصر وتعتقد أن زعيمها جوردان بارديلا سيتمكن من تولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة، لكن النجاح في الجولة الأولى لا يضمن الفوز في الثانية، ومع ذلك، فإن عدم وجود أغلبية برلمانية يهدد بإغراق البلاد في حالة من الفوضى عشية الألعاب الأولمبية.
ومستلهماً الفوز على حزب الرئيس إيمانويل ماكرون في انتخابات البرلمان الأوروبي، لن يتوقف “التجمع الوطني” بزعامة جوردان بارديلا عند هذا الحد، ويعتزم الحصول على الأغلبية في الجمعية الوطنية بعد نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، والتي ستقام الجولة الأولى منها يوم 30 يونيو، بالإضافة إلى ذلك، يعتزم الحزب ترشيحه لمنصب رئيس وزراء البلاد في حال فوزه.
وقد تم عرض طرق تحقيق ذلك قبل الانتخابات البرلمانية لعام 2022، على وجه الخصوص، من أجل زيادة القوة الشرائية، تم اقتراح إلغاء ضريبة القيمة المضافة على سلة مكونة من 100 سلعة أساسية وخفض ضريبة القيمة المضافة على الوقود والطاقة من 20 إلى 5.5٪، بالإضافة إلى إعادة فهرسة المعاشات التقاعدية، وفيما يتعلق بمشكلة المهاجرين، طرح التجمع الوطني عدة مرات فكرة الحدود المزدوجة، التي تمنع مواطني الدول خارج منطقة شنغن من السفر داخل الاتحاد الأوروبي، كما قدم برنامج بارديلا فرص عمل ذات أولوية للفرنسيين المحتاجين للعمل، وليس للأجانب.
وخطط التجمع الوطني للاستثمار في المستشفيات العامة في عام 2022، وإلغاء الوكالات الصحية الإقليمية وزيادة عدد أسرة دور رعاية المسنين بمقدار 10000 سرير بحلول عام 2030، وفي قطاع التعليم، تم اقتراح زيادة بنسبة 20% في رواتب المعلمين وبناء مساكن للطلاب على نطاق واسع على مدى خمس سنوات.
ومن المثير للاهتمام أن استطلاعاً أجرته خدمة الإحصاء إبسوس في يوم الانتخابات أظهر أنه بالنسبة للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم للتجمع الوطني، كانت مسألة الهجرة (79%)، والقوة الشرائية (61%)، والأمن الشخصي (31%). التي حددت اختيارهم لصالح حزب بارديل.
وجدير بالذكر أن مجلس النواب يتكون على أساس الأغلبية، ولكي تحصل على الأغلبية المطلقة يحتاج حزب بارديل إلى الحصول على 289 مقعدا من أصل 577، لكن في البرلمان الأخير، كان التجمع الوطني يمثله 88 نائباً، حسب استطلاعات الرأي. تبين أنه في الجولة الأولى من الانتخابات يمكن للحزب الحصول على 34% من الأصوات، وبالتالي من 235 إلى 265 مقعداً، ويقف خلفه ائتلاف أحزاب اليسار، الاتحاد البيئي والاجتماعي للشعب الجديد، الذي حصل على 22% من الناخبين، وهو ما يضمن له ما بين 115 إلى 145 مقعداً، وسبق للأحزاب المشاركة في هذا الائتلاف أن أعلنت أنها ستقدم جبهة موحدة ببرنامج سيكون بديلاً لسياسات ماكرون ومشاريع اليمين المتطرف، وستحصل الأغلبية الرئاسية، التي كانت تضم 249 نائبا قبل حلها، على 19%، بحسب الاستطلاع، ويمكنها الاعتماد على 125-155 مقعدا فقط، ولم تعلن حتى الآن عن استراتيجية للانتخابات المقبلة، وأخيرا، سيحصل الجمهوريون على 9% من الأصوات الشعبية، أي من 40 إلى 55 مقعدا.
إن «الجمهوريين» هم الذين يعتبرهم بارديلا اليوم حليفه الرئيسي. وسبق أن صرح زعيم الجمهوريين، إيريك سيوتي، بأن حزبه أضعف من أن يتمكن من مواجهة الاشتراكيين والماكرون وحدهم: «نحن بحاجة إلى التحالف مع حزب التجمع الوطني». وفي الوقت نفسه، يجب ألا نخون أنفسنا”.
بالنتيجة إن بارديلا لن يتمكن من الفوز بالأغلبية المطلقة، في الوقت نفسه، تتمثل مهمة ماكرون في تعبئة ناخبيه قدر الإمكان، كل من هو ضد «التجمع الوطني»، أي كل من يلتزم، في نظرهم، بالقيم الجمهورية، وعلى هذا الأساس، يجب إنشاء نوع من التحالف للقوى المعتدلة التي لن تكون على عداوة مع ماكرون.