الرياض – (رياليست عربي): لا تتوقف شروط المملكة العربية السعودية، لقبول وتفعيل مبادرة الرئيس الفرنسي التي تتضمن خطة إنقاذ للبنان، عند ما جاء في البيان الختامي الصادر عن زيارة “ماكرون” إلى جدة ولقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على ضرورة حصر السلاح على مؤسسات الدولة الشرعية، وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن واستقرار المنطقة.
والمقصود بذلك أن يكون السلاح في يد الجيش والأجهزة الأمنية، والمستهدف سلاح “حزب الله”، ولكن هناك شروط أخرى تريدها السعودية علنية، تتعلق بالحرب في اليمن، وإنهاء هذه المعركة التي تواجه فيها إيران وأذرعه، والتي منها حزب الله، وان يكون هناك تعامل مع عمليات تهريب المخدرات من لبنان إلى دول خليجية لاسيما السعودية، وضمانات لبنانية رسمية أيضاً، بعدم تدخل أي طرف في بيروت بالشأن السعودي الداخلي، وتسليم معارضين سعوديين إلى الرياض.
وكان قد وصل ماكرون إلى جدة أمس السبت، للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لمناقشة مسألة ضمان الاستقرار الخليجي، وكذلك البحث في الوضع فى لبنان.
الوضع تشاؤمي والتفاؤل صعب في ظل وجود أطراف عدة دولية، وفي النهاية بحسب أوساط سياسية لبنانية، فإن الحل بالدرجة الأولى ليس في يد “ماكرون” بل قواعد اللعبة مع إيران، وسط مؤشرات تؤكد أن السعودية إذا احتاجت التواصل مع بيروت، يكون مع طهران.
وجود اتصال من السعودية عبر ولي العهد ضم “ماكرون” أيضاً خلال الزيارة مع رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، وسط توقعات بتجهيز الأخير لزيارة في سياق المكالمة إلى الرياض قريباً، هو نوع من واجب ضيافة للرئيس الفرنسي، وبناءاً على طلب الأخير، وأن الأمر ليس أكثر من كرم ترحاب، وليس فتح باب، بالتزامن مع استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، صاحب الأزمة الأخيرة بين بيروت ودول الخليج، والذي انتقد في وقت سابق التواجد العسكري بقيادة السعودية، خلال مقابلة سجلت قبل أن يعين وزيراً لكنها بثت على التلفزيون اللبناني بعد ذلك، وأثارت تصريحاته غضب السعودية والكويت والبحرين والإمارات التي ردت باستدعاء سفرائها من بيروت، لتكون الاستقالة بمثابة “عربون” لفتح خطوط اتصال، ومنطلق لإطلاق حوار في ملفات تمثل مواجهات بين الطرف الخليجي من جهة، ولبنان وما وراءه في إيران من جهة أخرى.
“ماكرون” صاحب العلاقة المتميزة مع المملكة وفي نفس الوقت مع طهران، يحاول إيجاد تسوية إنقاذ للبنان، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية، لن تسمح له مجدداً بإتمام خطة التسوية التي يرغب في إتمامها حول لبنان والتي يكون طرفيها السعودية وإيران، بعد أن أعطت “واشنطن” لـ”ماكرون” فرصة في فترة ماضية، ليرتب الأوضاع، ولكنها استغلت من جانب إيران.
ولكن “ماكرون” يراهن على وجود مفاوضات إيرانية – سعودية شبه علنية ستقرر الوضع في لبنان، من الممكن أن يحقق الرئيس الفرنسي من خلال رعاية هذه المفاوضات، تحريك بعض الملفات أو تمهيد للدخول إلى مرحلة متقدمة للحلحلة في بيروت.
وكان قد شدد الجانبان السعودي والفرنسي في البيان الختامي، على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بإجراء إصلاحات شاملة، لا سيما الالتزام باتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان، وأن تشمل الإصلاحات قطاعات المالية والطاقة ومكافحة الفساد ومراقبة الحدود، تعزيز دور الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان.
وفي بيروت، اعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن الاتصال مع ماكرون وبن سلمان يشكل “خطوة مهمة” لاستئناف العلاقات اللبنانية السعودية.
وتأخذ دول الخليج على الحكومة اللبنانية أيضا “السماح بتنامي” نفوذ حزب الله الموالي لإيران، خصم السعودية في المنطقة.
خاص وكالة رياليست.