دمشق – (رياليست عربي): جمود ومشهد غير واضح لمصير الحل السياسي في سوريا حتى الآن، فيما تطل محاولات أممية بين الحين والآخر لطرح أفكار جديدة، بعد ثبات فكرة أن الأعمال الحربية قد انتهت، ولم يعد مُجدياً إبقاء الوضع الميداني والسياسي السوري على ما هو عليه حالياً لأنه ينعكس على الشعب السوري سلباً.
ضمن هذا السياق قال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون إنه ماضٍ في مقاربته خطوة مقابل خطوة للتقريب بين أطراف الأزمة السورية، مؤكداً استعداد ممثلي واشنطن وموسكو للانخراط فيها، مضيفاً لصحيفة الشرق الأوسط أنه حصل على دعم صلب من مجلس الأمن الدولي للمضي قُدماً في مقاربته بين الأطراف المعنية، لتحديد خطوات تدريجية، ومتبادلة، وواقعية، ومحددة بدقة، وقابلة للتحقق منها، تطبق بالتوازي بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية وصولاً إلى تطبيق القرار الدولي 2254.
وختم بيدرسون أن ممثلي روسيا وأمريكا أبلغوه أنهم مستعدون للانخراط في هذه المقاربة، وأنه سيكون سعيداً كي يشرح بتفاصيل أكثر لدمشق، الخلفية الحقيقية لخطوة مقابل خطوة.
كلام المبعوث الأممي حول مقاربة خطوة بخطوة، تذكر بذات المقاربة التي اتبعتها بعض الدول العربية قبل أشهر تجاه دمشق، خطوة نحو دمشق بزيارة إماراتية واتصالات مع الأردن على أعلى مستويات، وسكون المنابر الإعلامية الخليجية لا سيما السعودية عن الهجوم على دمشق، مع ترويج فكرة الانفتاح، هي خطوات كانت بانتظار رد من دمشق على مطلب خليجي يتعلق بعلاقتها مع الحليف الإيراني.
كذلك فإن الخطوة مقابل خطوة، تتطلب خطوة من الدول الراعية للمعارضة تجاه دمشق، حتى يتم الطلب من الأخيرة لمبادلة تلك الخطوة بمثلها، بالتالي ماذا يمكن للمعارضة ومن ورائها الدول الداعمة أن تخطو؟ هل يمكن أن نشهد قبولاً من المعارضة ودولها بفكرة عدم الاشتراط على عدم ترشح الرئيس السوري للانتخابات الرئاسية مجدداً؟ وهل تملك المعارضة ميزة التأثير على العديد من الفصائل المسلحة المتقاتلة مع بعضها على السلطة في الشمال السوري؟ الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت بلا شك، ولكن الشيطان سيكمن في تفاصيل أي خطوة قد يخطوها خصوم دمشق نحوها.
خاص وكالة رياليست.
